"بلومبرج": السعودية تدير سوق النفط العالمية.. و4 دول في دائرة "العصيان"

 

ترجمة - رنا عبدالحكيم

قالتْ وكالة بلومبرج الإخبارية إنَّ اجتماعات منظمة البلدان المصدِّرة للبترول "أوبك"، وتحالف "أوبك بلس" الأوسع نطاقا (يضم روسيا و9 دول أخرى)، كشف عن المتحكم الرئيس في سوق النفط العالمية؛ حيث أشارت في تقرير لها إلى أن السعودية بفضل قدرتها الإنتاجية العالية تضع قواعد وقوانين هذه السوق.

وفي التقرير، الذي أعده جوليان لي الخبير في أسواق النفط لدى "بلومبرج"، ترى الوكالة أن ما شهدته السوق من أحداث عقب آخر اجتماع لهذا التحالف والذي تم عبر الإنترنت، يعكس فشل الدول الرئيسية في إجراء كل تخفيضات الإنتاج التي تعهدت بها، عندما اجتمع التحالف الشهر الماضي. ومن بين الدول العشرين المشاركة في اتفاق خفض الإنتاج، وافقت 19 دولة على خفض إنتاجها بنسبة 23% من مستويات الأساس المتفق عليها. وعندما بدأ الكشف عن تقديرات الإنتاج في مايو، أصبح من الواضح تمامًا أن العديد من البلدان لم تف بتعهداتها.

وكانت المملكة العربية السعودية تغض الطرف عن تحايل بعض الدول فيما يتعلق بالتزاماتها، وأمضت أسبوعًا في إقناعهم. وفي النهاية، وإضافة إلى الموافقة على تمديد خفض الإنتاج الحالي حتى نهاية يوليو، وعدت الدول الأخرى بتعويض مستويات الإنتاج التي فشلت في الالتزام بها خلال مايو، ومن المحتمل أن تفشل في خفضها خلال يونيو، وذلك من خلال إجراء تخفيضات أعمق خلال الربع الثالث من العام الجاري.

وتمَّت مُحاسبة أربعة بلدان، على وجه الخصوص، وهي العراق ونيجيريا وأنجولا وكازاخستان. إذ لدى العراق ونيجيريا تاريخ طويل من الفشل في إجراء التخفيضات التي يتعهدان بها بموجب اتفاقيات أوبك بلس السابقة. وكان إنتاج أنجولا في العام الماضي أقل بكثير من الهدف المعلن، لكن كازاخستان وفّت بالتزاماتها في المتوسط ​​خلال هذه الفترة، بفضل أعمال الصيانة والانقطاعات غير المتوقعة في أكبر حقولها النفطية، لكن أيا من هذه الدول لم تتمكن من الوفاء بقدر ما تعهدوا الشهر الماضي.

وأثار العراق غضب السعوديين بشكل خاص من خلال الاعتراف بأنه لم يفشل فقط في الوفاء بالتزاماته في مايو، لكنه لن يتمكن من خفض الإنتاج إلى المستوى المستهدف حتى نهاية يوليو. ومن ناحية أخرى، أصرت نيجيريا على أنه تم الإبلاغ عن أرقام إنتاجها بشكل غير صحيح من قبل المصادر الثانوية التي تعتمد عليها منظمة أوبك لمراقبة الإنتاج، لكن وزير النفط النيجيري اعترف في نهاية المطاف في منشور على "إنستجرام" بأن البلاد خفضت الإنتاج بمقدار 216 ألف برميل في اليوم أي 52% من التخفيض الذي وعدت به.

وأخيرا.. اتفقت البلدان الأربعة على مبدأ إجراء تخفيضات إضافية على الإنتاج خلال الأشهر المقبلة، وستواجه هذه الدول اختبارات حقيقية فيما إذا كانت ستفعِّل الخفض، وفي المقابل كيف سترد السعودية إذا لم تفي هذه الدول بتعداتها؟

وفي مارس الماضي، عندما رفضت روسيا قبول تخفيضات أعمق في الإنتاج تدعمها المملكة العربية السعودية، هددت المملكة بإسقاط تحالف أوبك بلس بأكمله، بدلاً من الاستمرار دون مشاركة روسيا الكاملة. ووصفت روسيا أن ما تفعله الرياض "خدعة"، وشرع السعوديون في زيادة إنتاجهم النفطي إلى أكثر من 12 مليون برميل يوميًا في أوائل أبريل. ويبدو أن المملكة هددت بالقيام بذات الخطوة مرة أخرى، إذا لم تشق طريقها قبل اجتماعات. لكن العراق ونيجيريا تعلمتا من خطأ موسكو، على الأقل بما يكفي لقول ما يصح لإرضاء السعودية.

وقد تكُون نيجيريا قادرة على تحقيق الهدف الجديد؛ حيث ستتم مساعدتها في المهمة من خلال إجراء الصيانة على واحد على الأقل من حقول النفط البحرية الرئيسية، ما يعني أن الإنتاج سيتم استئنافه بمعدلات مخفضة وإغلاقه بالكامل لعدة أيام. لكن العراق سيجد الأمر أكثر صعوبة، ويبدو أنه لا طريقا يمكنها من الوفاء بالتزاماتها بحلول نهاية سبتمبر.

فبافتراض انخفاض إنتاج العراق بشكل مضطرد من الآن وحتى نهاية يوليو للوصول إلى المستوى المستهدف، سيظل على بغداد تخفيض الإنتاج في أغسطس وسبتمبر بأكثر من 1.3 مليون برميل يوميًا، مقارنة بما ضخه خلال أبريل، مما أدى إلى انخفاض الإنتاج إلى مستوى لم تسجله في 6 سنوات، وسيكون هذا قرارا صعبا للغاية للحكومة التي تم تعيينها حديثًا.

ولا تملك أوبك وأوبك بلس سوى المزيد من الوعود من هذه الدول لإجراء تخفيضات أعمق، فالمنظمات لا تملك آليات لفرض قراراتها، وإضافة إلى ذلك، قد يبدو سوق النفط مختلفًا تمامًا بحلول شهر يوليو، فخام برنت أعلى بالفعل من 40 دولارا للبرميل، والطلب يتعافى ببطء، مع تراجع العرض بشكل ملحوظ. ومن المحتمل أن تتمكن هذه الدول من الوفاء بتعهداتها ببساطة من خلال الحفاظ على التخفيضات، بينما يزيد الآخرون الإنتاج ببطء.

تعليق عبر الفيس بوك