ظفار في عناية الرحمن

 

طالب المقبالي

muqbali@gmail.com

 

تتوالى النكبات والمحن على بلادنا هذا العام تباعاً بحكمة من الله سبحانه وتعالى، فهو المُصرف للأمور لا غيره.

فبعد أن فقدت عُمان قائد البلاد ومُؤسس نهضتها الحديثة جلالة السلطان قابوس بن سعيد -طيب الله ثراه-، وهي النكبة الأعظم في تاريخ البلاد، فالمصاب جلل والفقد كبير وأعظم، ولكن الله بعباده لطيف رحيم.

فقد هيأ الله لهذه البلاد يداً أمينة مُقتدرة وذات كفاءة لمواصلة حمل راية هذا الوطن العزيز، حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه-، فهو خير خلف لخير سلف.

أما النكبة الثانية والتي لم يحسب لها أي حساب وهي وباء كورونا "كوفيد19" التي اجتاحت العالم من أقصاه إلى أقصاه، ولم يسلم بلد من الإصابة بهذا الوباء الذي عطَّل الحياة بجميع تفاصيلها.

ورغم استمرار التحذيرات والتنبيهات بعدم الاختلاط فما زال هناك تصاعد في تسجيل الإصابات بهذا الوباء.

وتتصدر محافظة مسقط قائمة الإصابات بالوباء تليها في المركز الثاني محافظة شمال الباطنة، ثم تأتي محافظة جنوب الباطنة في المركز الثالث بفارق بسيط عن محافظة شمال الباطنة، تليها محافظة الداخلية في المركز الرابع وذلك حتى كتابة هذا المقال.

هذا السباق في تسجيل حالات الإصابة ينبئ عن مدى الوعي بخطورة هذا الوباء وما يترتب عليه من آثار سلبية على سلامة السكان وعلى اقتصاد البلاد، وعلى الأحوال النفسية لدى المحافظين والملتزمين من أبناء هذه المحافظات.

فهناك عائلات انقطع التواصل بينها وبين ذويها لثلاثة أشهر أو يزيد، وحرمت نفسها من اللقاء في شهر رمضان المبارك وفي الأعياد والمناسبات من أجل الحفاظ على سلامتهم وسلامة أحبتهم.

إلا أنَّ هناك شريحة من أفراد المجتمع ما زالت تستهتر وتضرب بالتعليمات عرض الحائط لتزيد ألم الملتزمين آلاماً في استمرار عزل أنفسهم.

وما يزيد الطين بلة فيما لو تمَّ غلق بعض المحافظات فإنَّ الملتزمون سيزدادون ضيقاً وألماً من تشديد الإجراءات وهم يحبسون أنفسهم ويحرمونها من أجمل لحظات الحياة.

فهذه الأيام هناك مطالبات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بغلق محافظتي جنوب وشمال الباطنة، ففي حال تمَّ اتخاذ القرار بالغلق فإنَّ المتضرر من القرار هم الملتزمون أولاً قبل غيرهم، مما سيتسبب في آثار نفسية عليهم وخاصة الأطفال منهم وكبار السن الذين يفتقدون ذويهم منذ بضعة أشهر.

أما محافظة ظفار العز فهي في مأمن من هذا الوباء خاصة إذا ما التزمنا نحن في شمال السلطنة بعدم السفر إليها للسياحة، فعدد الإصابات بها قليلة حسب الإحصائيات الأخيرة.

فيكفي ما أصاب هذه المحافظة الجميلة من الأضرار جراء المنخفض الجوي الذي ضربها منذ بضعة أيام وألحق بها أضراراً بليغة في البنية الأساسية في الطرق وبعض المنشآت.

إلا أنَّ تكاتف الجهات الرسمية والمواطنين خفف من وطأة هذا المنخفض نتيجة لتراكمات الخبرة في التعامل مع مثل هذه الأنواء المناخية، فالمواطن في جميع أنحاء السلطنة يرفع أكف الضراعة إلى الله تعالى أن يلطف بمُحافظة ظفار وأهلها، وأن يحفظهم من أي مكروه.

حفظ الله محافظة ظفار من غربها إلى شرقها، ومن جنوبها إلى شمالها، وحفظ الله عُمان قاطبة من جميع الجوائح والنكبات.