الوعي في زمن الكورونا

 

عائض الأحمد

لن نذهب بعيدًا ولن نُبحر في أي معنى قد يكون له علاقة بالروح، فهي من أمر ربي، ولن نخوض في معنى الروحانيات فقد نقع في المحظور، وهذا ليس من شأننا، فكل مجتمع أو دين يراها من منظوره الخاص.

ولكن الشائع الآن تمادي البعض واعتقادهم بأنَّ هذه الهالة أو الصبغة التي وضعوا أنفسهم فيها ثم ربطها بمجتمع كامل، وعلينا الأخذ بها وكأنها لقاح عام مُفيد لم تصل له كل مختبرات العالم، وإنما هم السباقون ظنًّا منهم بأنَّ المجتمع قد بلغ حالة انفلات وتوحش وليس لنا إلا العودة للفطرة والانغماس من جديد في حالتهم وتأملاتهم النابعة من خيال مريض متشنج، وذلك لعودتهم إلى ما كانوا يظنون أنهم يمارسون عكسه في أيامهم السابقة،، وربما اللاحقة، ثم وجدوا أنفسهم هكذا خاوية الوفاض لا تحمل أي معنى للحياة، وغير مستشعرة معنى أن يعيش الفرد محاطا بمجتمع مترابط متطبع بما نشأ عليه من أخلاق ومُثل.

 

صحيح أنها قد تكون في قمتها عند البعض، وربما أقل عند آخرين، ولكنها في نهاية الأمر هي ميزان العلاقة بين العبد وربه، وأخلاق مجتمعية تسير في إطارها الصحيح وغير مرتبطة بأزمة تعلو معها وتهبط في سعة العيش أيام أُخر.

من يظن أن علاقته تسير في إطار هذه النفعية الغريبة فعليه البحث عن أزمات تهذب ما أفسده عليه فكره السقيم ونظرته البائسة قولًا وعملًا، وقد يحتاج معها إلى علاج نفسي وجلسات تأمل من نوع آخر ليس من ضمنها التنمر على مُجتمع كامل لإثبات نظريته وربطها بأحداث الساعة والاستدلال بتجربته اللحظية المنكسرة الناقصة، واستدعاء أساطير تحكى في قصص الأولين.

يقولون: الطريق الصحيح ليس حكرًا على من اعتاده وتمرس فيه، فكم من تلميذ تفوق على أستاذه.

ويقولون: من ينظر إلى النصف الفارغ هو ذات الشخص الذي يراه مملوءًا، ومن يفسرها لهما هو رجل واحد أناب نفسه عنهما وظهر بنتيجة ترضي غرورهما معًا.

ثم يقولون: عندما كنَّا نقول إنها قرية صغيرة فهو تشبيه يراد به حجم المكان وقدرته على النأي بشؤونه ومعالجتها بعيدًا عن الأعين والألسن، وهذا ما نفتقده الآن، فإن مرضت الصين مات الشعب في أمريكا.

******

ومضة:

العدالة لها وجه واحد قد يرضيك ويغضب الكثيرون.