أحداث كورونا والبقاء في المنازل

علي النعماني

في ظل الظروف الحالية التي يتأثر بها العالم أجمع من انتشار فيروس كورونا في دول كثيرة حول العالم، يُراقب الكثير بقلقٍ ووجل ما ستفرزه هذه الجائحة من مخاطر وتأثيرات اجتماعية واقتصادية وسياسية ترخي بظلالها القاسية على جُلَّ أفراد المجتمعات دون استثناء، ونظراً لخطورة انتقال هذا الفيروس الخفي السريع الانتشار تمَّ تحذير الجميع من الخروج والبقاء في المنازل بل وفرضت بعض الدول حظرًا للتجوال الشامل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى. ومؤكد أنَّ الجميع واعٍ ومستمع لكل النصائح التي توصي بالبقاء في المنازل حفاظًا على عدم انتشار هذا الوباء وانحساره في قادم الوقت بعون الله.

في الجانب الآخر فإنَّ أسراً كثيرة ممن لديهم أشخاص من ذوي الإعاقة لاسيما الأطفال الذين يتلقون التأهيل في المراكز المتخصصة أو مدرجين ضمن برنامج الدمج التعليمي بالمدارس، يحتاجون إلى دعم نفسي وعلمي وتدريبي نتيجة بقاء أطفالهم في البيت طوال اليوم، وكما يعلم الجميع أن من بين هؤلاء الأطفال ممن لديهم اضطرابات سواء التوحد أو فرط الحركة وتشتت الانتباه وغيرها والذين عادة ما يتميزون بفرط شديد في الحركة؛ فهذه الأسر وفي هذه الفترة الصعبة بحاجة ماسة إلى الإرشاد النفسي والتوجيه المستمر والدعم المعنوي الذي يخفف من وطأة الحجر المنزلي الملازم للجميع دون استثناء.

ولا ريب أنَّ التكنولوجيا التي نشهدها في هذه الأيام قد سهلت الكثير وجلبت السبل من أجل الوصول للأسر في بيوتهم، واستخدام هذه التكنولوجيا من أجل الدعم النفسي وإعطاء فرص لكيفية التعامل الملائم والصحيح مع هذه الفئة أمر ينبغي أن يحدث خاصة من قبل الجهات والجمعيات التي تختص بكل فئة، فما أجمل وأروع أن يكون لهذه الأسر داعمون وناصحون ممن يمتلكون الخبرة والمعرفة والمقدرة على توصيل تلك المعلومة بشكل سلسل وجذاب، ويحدونا الأمل جميعًا في أن نرى هذه المبادرات من قبل الأفراد المُحبين لهذه الفئات ومن الجمعيات التي لديها المدربون المتمرسون في التدريب بأن يبادروا بعمل جلسات عن طريق الإنترنت يستمعون من خلالها للأسر ويوجهونهم التوجيه الصحيح، وأقل من يُمكن فعله إذا تعذر تنظيم هذه الجلسات هي إرسال المعلومات لهم باستمرار عن طريق الرسائل المكتوبة أو المصورة أو حتى فيديو إرشادي يأخذ بأيديهم ويحسسهم بأنَّ هناك أيادي خيّرة غير غافلة عنهم. ونسأل الله أن يسلم عُماننا الحبيبة وكل الدول العربية والإسلامية من كل شر (فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين).