د. أحمد بن عبدالكريم بن عبدالله
تُعتبر الأعمال والمهام التي يتطلب القيام بها من قبل اللجنة العليا المُكلفة ببحث آلية التعامل مع التطورات الناتجة من انتشار فيروس كورونا (كوفيد ۱۹) مثالا حيا لتطبيق أبجديات نظرية القيادة الموقفية، حيث إن أسلوب هذه القيادة يتغير بناءً على تغير الحالة، ولا يتحتم عليها سلوك نمط قيادي واحد فقط لاختلاف الحالات والظروف لكل موقف، مما يتطلب منها أيضاً اعتماد أسلوب التوجيه والمساندة والتحلي بروح المرونة الكافية للتعامل مع كل موقف حسب ما يناسبه.
ومما لا شك فيه أن الوطن والشعب اليوم ينظر إلى هذه اللجنة التي حمَّلها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وكلفها بقيادة وإدارة هذه الأزمة لحفظ صحة وسلامة المواطنين والخروج من هذه الجائحة بأقل خسائر ممكنة، والتي يُنتظر منها أن تكون صانعة للمبادرات الوطنية وموجهة لها ولكل القطاعات المختلفة سواء كانت الحكومية منها أو الخاصة أو الأهلية، وذلك من خلال ما تمتلكه هذه اللجنة من الوسائل والصلاحيات المتاحة لدفع وتشجيع كافة مكونات الوطن للوقوف جنبًا إلى جنب يداً واحدة للتصدي لخطر هذا الفيروس ومنع انتشاره .
فسلامة الوطن والمواطنين أمانة يجب أن يتحملها ويتعاون فيها الجميع، مما يفرض ويوجب أن نسمع ونرى دعماً ومبادرات من قبل كافة الجهات الحكومية والقطاع الخاص إلى جانب القطاعات الأهلية والشعبية كلٍ حسب دوره، ولا يخفى على أحد في عُمان حجم ما تقوم به هذه اللجنة من جهود مقدرة ومشكورة والتي يتطلب تعزيزها والوقوف إلى جانبها خاصة من قبل القطاع الخاص ورجال الأعمال العمانيين الأوفياء الذين يُنتظر منهم الكثير من المشاركة وعدم التفرج والوقوف إلى جانب وطنهم الذي هو اليوم بأمس الحاجة إليهم لكبح هذه الجائحة التي تعتبر المحك والترمومتر لقياس مقدار الوفاء ورد الجميل لهذا الوطن المعطاء.
فما تقوم به هذه اللجنة من قيادة لجميع مكوناتها وفرق عملها المشكلة والاستعانة بمن تراه مناسبًا لتحقيق هدفها الوطني المنشود من الحفاظ على صحة وسلامة المواطنين بالإضافة إلى الكم المنشور حتى الآن من التوجيهات والإرشادات عبر مختلف وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، يتطلب منها أيضًا الإشراف والمتابعة للتأكد من تنفيذ تلك التوجيهات حسب التعليمات وما إلى ذلك من ضبط ومُراقبة جميع آليات التنفيذ دون إبداء أي تساهل منها بذلك. كما نقترح عليها فتح قنوات ومنافذ عامة للاستماع إلى آراء ومقترحات المواطنين في هذا الشأن مع ضرورة مراقبة كافة أماكن وتجمعات الوافدين في كافة محافظات وولايات السلطنة للتأكد من خلوها من الأوبئة التي يمكن أن تهدد سلامة وصحة المواطنين لا سمح الله وغيرها من الاحتياطات اللازمة .
إن الدور الوطني الذي تقوم به هذه اللجنة تستحق عليه الشكر والتقدير من الجميع والوقوف بجانبها لما فيها من مصلحة وخدمة لهذا الوطن العزيز وشعبه الوفي .
حفظ الله عُمان وشعبها من كل سوء ومكروه تحت ظل القيادة الحكيمة لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- وأيده بنصره وتوفيقه.