عُمان والإمارات.. أخوة متجذرة ومصالح مشتركة

 

 

د. أحمد بن عبدالكريم بن عبدالله

 

عندما تكون الأخوة متجزرة فهذا يعني أنَّ المصالح أكثر تجذرًا ورسوخًا، وطالما أنَّ القيادتين والشعبين في كلا البلدين متفقتان على ذلك، فلا أحد يُراهن على عكس هذا المصير المشترك، وكما هو معلوم أن هذه الزيارة التاريخية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة هي الأولى لسلطنة عُمان، بعد تسلمه مقاليد الحكم؛ وذلك امتدادًا للعلاقات الأخوية التاريخية الراسخة وتعزيزًا لأواصر المحبة ووشائج القربى التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين.

وانطلاقًا من تلك الجذور والعلاقات التاريخية والثقافية العميقة التي يمكن البناء عليها كأسس وقواعد متينة ثابتة، لا تتزعزع أو تتأثر بالتقلبات السياسية والاقتصادية العالمية الناتجة عن تنافس القوى الدولية الكبرى. وحرصًا من قيادتي البلدين الشقيقين على المحافظة على مصالح بلديهما وشعبيتها، فإن الوقائع تؤكد زيادة التركيز وإيلاء بالغ الاهتمام على البعد الاقتصادي كخيار إستراتيجي لتطوير وتعزيز العلاقات بين البلدين وصولًا بها إلى مستوى عالٍ من التكامل والوحدة التي يحتذى بها ويمكن أن تدرس كتجربة دولية ناجحة.

وقد جاءت هذه الزيارة الكريمة للشيخ محمد بن زايد تعزيزًا لزيادة العلاقات التجارية والدفع بها إلى الأمام؛ الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية والمسؤولة عن هذا الشأن وخاصة اللجنة العليا العمانية الإماراتية المشتركة، وضع خطة إستراتيجية وخارطة طريق لتحقيق هذه المسار والتوجه الذي تتبناه قيادتا البلدين. وهذا لن يتأتى إلا من خلال تعزيز وبناء مشاريع ومناطق اقتصادية وتجارية مشتركة في كافة حدود البلدين والمناطق الصناعية والتجارية الحرة واستغلال كافة المزايا التجارية المطلقة والنسبية والتنافسية في كلا البلدين والعمل على تطويرها، إضافة إلى رفع جميع القيود الجمركية والكمية الممكنة وإعطاء التسهيلات اللازمة والمختلفة لرجال ورواد الأعمال العمانيين والإماراتيين لخلق بيئة اقتصادية وتجارية ومصالح مشتركة تدفع بالعلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بين البلدين إلى آفاق أرحب وأوسع وتخدم مصالح الشعبين الشقيقين.

حفظ الله عُمان والإمارات وقيادتيهما المخلصتين والناجحتين من كل سوء ومكروه، وأدام عليهما نعمتي الأمن والرخاء.