فيروس كورونا بين الوقاية والإهمال

 

ناصر بن سلطان العموري

abusultan73@gmail.com

 

 

يمر العالم أجمع في الوقت الحالي بأزمة انتشار الفيروس الوبائي كورونا أو ما يطلق عليه علمياً COVID- 19 لن ندخل في تاريخ نشأة ظهور الفيروس أو كيفية أعراضه أو عدد المصابين به عالميا فهذه معلومات باتت متوفرة للجميع بل وتحدثت عنها العديد من المقالات والتقارير ولم يعد هناك حديث لدى العالم والرأي العام سوى عن فيروس كورونا الذي عرى العالم أجمع وجعله عاجزا عن مُكافحة فيروس وبائي وهذا درس للجميع أن التنازع والحروب والخلافات ليست هي الحل فحين تجتمع العقول وتتحد القوى في سبيل نجاح ونجات العالم فذا هو المبتغى.

 

 

وجاءت النظرة السامية من لدن صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق -حفظه الله - ثاقبة وحكيمة في التوجيه بإنشاء اللجنة العليا للتعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار فيروس كورونا لتأتي هذه اللجنة وتوحد جهود مختلف الوزارات والجهات المتعلقة بمواجهة الفيروس لاسيما ما تشهده بعض القرارات من بطء في التنسيق لا يصب في المصلحة القائمة على سرعة مواجهة انتشار هذا الفيروس واتخاذ قرارات عاجلة وسريعة.

نشيد بالدور الفعَّال لوزارة الصحة قبيل إنشاء اللجنة في مواجهة الفيروس وما قامت به من جهود والدليل قلة عدد الإصابات في السلطنة مُقارنة بدول الجوار وأن القرارات التي صدرت من قبل اللجنة العليا للتعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار الفيروس كورونا كانت في محلها وفي الوقت المناسب ومن أهمها تعليق الدراسة خاصة لفئة طلاب المدارس باعتبارهم الحلقة الأضعف فيما يخص الالتزام بالتوعية الصحية، كما أن القرارات الأخرى كانت في محلها وسوف تُسهم بلا شك في التقليل من عدد المصابين مع مراعاة من سوف يتضرر مادياً فيما يخص وقف المناسبات والأعراس ووجود آلية معينة تنصفهم تقديراً للوضع الحالي.

راق لي كلام الدكتور الراحل مصطفى محمود والذي اعتبره حقيقة عالم العلماء ومن منَّا ينسى برنامجه المميز (العلم والايمان) الذي عرض لمدة 28 سنة وتناول العلم على أسس إيمانية حينما قال في إحدى مقولاته وكأنها تحاكي واقع هذا العصر "لو انتشر وباء قاتل في العالم وأغلقت الدول حدودها وانعزلت خوفاً من الموت المتنقل، ستنقسم الأمم بالغالب إلى فئتين: فئة تمتلك أدوات المعرفة ليل نهار لاكتشاف العلاج والفئة الأخرى تنتظر مصيرها المحتوم...! وقتها ستفهم المجتمعات أنَّ العلم ليس أداة للترفيه بل وسيلة نجاة!"

فينبغي هنا الاستفادة من تجربة فيروس كورونا وغيره من الدروس المستفادة لإعطاء أهمية قصوى للبحث العلمي والتعليم ليس من أجل التعلم فقط ونيل الشهادة وازدياد عدد الخريجين ولكن من أجل منفعة المجتمع والبلد ورفعتها فبالعلم ترتقي الشعوب وليس سواه.

 

 

أين هم تجار السلطنة ورجال الأعمال!؟؟؟ وأين هي الغيرة الوطنية وحب الوطن أين هو تجاوبهم مع المجتمع أين العون والمساندة ... الآن وقت الجد وقت البذل وقت العطاء من أجل البلد وشعبها؟؟ كنت أتمنى أن يتم توفير المعقمات في المدارس والجامعات والكليات والمساجد مجاناً من قبل التجار تضامنا مع مجتمعهم والمجال مازال مفتوحاً وكما قال خاتم الأنبياء والمرسلين صلى الله عليه وسلم:" مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى" فالبدار البدار من أجل الوطن.

ومن الأهمية بمكان أخذ موضوع الوقاية والحذر بمحمل الجد دون إفراط ولا تفريط وعدم الاستهتار والإهمال وضرب التعليمات الصادرة من اللجنة العليا للتعامل مع التطورات الناتجة عن انتشار الفيروس كرونا بعرض الحائط، فالصين لم تكن لتنجح في مواجهة الفيروس لولا تكاتف الجميع فمن أجل عمان وصحة شعبها لنعمل بيداً واحدة وليكن شعارنا الالتزام ودرهم وقاية خير من قنطار علاج.