تساؤلات الدكتور محمد العتيبي!

 

 

يوسف عوض العازمي

alzmi1969@

"لا شيء أقوى من القوة سوى الدهاء" - فيكتور هوجو

في تغريدة مُعبِّرة ومُثبتة بالأرقام، كتب أستاذ الإعلام بجامعة الكويت الدكتور محمد ضيف الله العتيبي (*) عن إحصائيات في أول شهرين بسنة 2020، وهي تُظهر تباينًا غريبًا؛ حيث كتب:

عدد الوفيات في أول شهرين لسنة 2020، بحسب جامعة هامبورج الألمانية كان كالتالي:

- 2360 من كورونا.

- 69602 من نزلة برد.

- 140 584 من الملاريا.

- 153 696 من الانتحار.

- 193 479 من حوادث الطرق.

- 240 950 من الإيدز.

- 1411771 من السرطان.

ويتساءل الدكتور العتيبي: هل هذا التهويل مقصود؟ أم خلفه دوافع سياسية واقتصادية؟

وأعتقد -الكلام لي- أنه قد يكُون مقصودًا لإظهار حقيقة مستقصدة في هذه الإحصائيات.

والسؤال الثاني مكمِّل للأول: أيضا قد يكون في الأمر خفايا سياسية تستغل ظرفًا ما لتحقيق هدف أو تنفيذ صفقة ما في السياسة -دائما- توقع غير المتوقع.

اقتصاديًّا، أظنُّ السؤال يوجه -للإفادة- إلى شركات صناعة الأدوية، التي تعيش عصرها الذهبي الآن "اللهم لا حسد"، ومصائب قوم عند قوم فوائد!

لكن الدكتور محمد يضع معطيات أخرى للتأكيد؛ إذ يقول:

أولا: "الإحصائيات نقلت من موقع "مصريون في الكويت"، ووصلت إليه عن طريق الواتساب، وأحب أن يناقش هذا الموضوع مع طلبته (أنا أحدهم) ويسأل: هل الهلع مدفوع سياسيًّا واقتصاديًّا، كل الاحتمالات متاحة ومتقبلة الآن؟ وأعتقد أنَّ الغاية من هذه الحملة الإعلامية هي لتسوية الحرب التجارية بين الصين وأمريكا أو بخفض أسواق المال لتحضير مسرح أسواق المال للاندماجات والاستحواذات، أو لبيع سندات الخزانة الأمريكية لتغطية العجز المالي فيها!" (انتهى كلامه).

أمَّا رأيي، فأعتقد أن الهلع مدفوع سياسيا واقتصاديا، وأتفق مع الدكتور العتيبي. وأعتقد في هذه الخاصية بالذات علينا أن لا نذهب بعيدا، ففي وقت الهلع كل شيء يتأثر، وأفهم من الكلام أنه تلميح لنظرية المؤامرة، لكن وفق معطيات أعتقد بعدم وجودها، رغم الأرضية الخصبة لنمو تأثير هذه النظرية، لكني لا أعتقدها في هذا الوضع بالذات، وإن كان التوقيت مغريًا بالصراحة لها.

باعتقادي أنَّ تسوية الحرب التجارية بين الصين وأمريكا لن تكُون بكورونا، بل بكسر عظم أحدهما، وقد يكُون الصراع الحقيقي في حرب الاستخبارات التي تمهد لانهيار أحد العملاقين، وإن كانت الكفة الأرجح للعم سام لفارق الإمكانيات المتاحة والقدرات المملوكة.

أمَّا خفض أسواق المال، فأظنها شبعت انخفاضا، أما الاندماجات والاستحواذات فهو أمر ممكن .. لم لا؟!

خصوصا وأنَّ الصين تعمل في السنوات الفائتة على تنفيذ عدة استحواذات؛ أشهرها: فولفو السويدية آمن سيارة في العالم.. كذلك الاستحواذات امتدت للمجال الرياضي (إنترميلانو وميلانو الإيطاليان مثلا).

لكنَّ اللقمة الأشهَى هي الاستحواذات على الشركات العملاقة في الولايات المتحدة، وهنا أظن أن مقص الرقيب سيكون حائلا!

الصين جوهرة تاجها "هواوي"، وأعتقد هي المستهدف الرئيسي المفترض من الولايات المتحدة؛ فالصين بلا هواوي كدبي بلا برج خليفة.

د. محمد ضيف الله يتعامل من منطلق البحث في التأثير الإعلامي، وما يترتب على ذلك من إحصائيات، ووضع عدة تكنهات واحتمالات في محل الاعتبار، وكما أنَّ للسياسي مفهومه وللاقتصادي مفهومه، حتى الإعلامي له مفهومه الخاص، سيما وأنه كان أستاذا للإعلام وباحثًا فيه.

لم ينتهِ الحوار مع أستاذي المبدع محمد العتيبي، وكذلك لا يزال كورونا يشكل هاجسا للجميع في العالم، وقد تكُون نظرية المؤامرة معقولة، وقد يكون كورونا بالفعل لا علاقة له لا بحرب تجارية ولا بمؤامرة.. رغم أننا نعايش عالما سياسته كالبحر المتلاطم الأمواج لا تعرف متى يهدأ ومتى يستقر؟!

حفظ الله الجميع.....،

 

* د. محمد ضيف الله العتيبي

* أستاذ بقسم الإعلام كلية الآداب - جامعة الكويت