فنان نمساوي يجسد جماليات السلطنة في تمثال من المواد المعاد تدويرها

الرؤية- مدرين المكتومية

عندما يكون الفن حاضرًا لابد أن تنظر للأشياء بمنظور مختلف، فالفنان يجسد كل خبايا نفسه على لوحة فنية متكاملة، هكذا كان الحال عند لقائي الأول بـ"أندرياس" النمساوي.

يعيش الزوجان في "فينيسيا" إحدى أجمل بلاد العالم، لذا ليس مستغربًا أن يكونا مبدعين، خلال الفترة الأخيرة أنجز أندرياس هو وزوجته عمل فني رائع خلال زيارتهم لعُمان، والتي كانت في مارس 2019 كجزء من زيارتهم العالمية للمواقع الـ 25 بما في ذلك مسقط التي أحدثت تأثيرًا كبيرًا عليهم.

عمل الزوجان بشكل مُتواصل خلال الأسابيع الماضية وبكل جد واجتهاد لتقديم عمل فني متكامل يجسد الكثير من الجوانب في حياة المرأة العمانية، مستخدمين في ذلك مواد من الخشب والصحف من مصادر محلية عمانية وبالتحديد أرواق جريدة "الرؤية" التي قدمت بذلك صورة لامرأة ترى العالم بجوانبها المختلفة.

وجسد العمل صور نساء عمان باختلاف حياتهن وأفكارهن ونظرتهن للمستقبل، وقد تم عرض العمل المتكامل في مروج Beach Pavilion  بقصر البستان، بفندق ريتز كارلتون حيث كانا يقيمان،  ولأن أندرياس يتمتع بسمعة طيبة لخلق الفن والثقافة، وكان لديه خيار سهل لموضوعه يؤدي إلى شخصية واحدة مهيمنة هي "المرأة" .

بدأ العمل على التمثال بثلاث قطع من الخشب تم الحصول عليها من منطقة سداب، ثم تغطية المنطقة السفلية مما خلق جسم امرأة من خلال شبكة معدنية خفيفة، مغطاة بآلة صنع الورق.

تتألف الورقة المستخدمة في صنع الورق من أعداد قديمة من صحيفة "الرؤية"، قاموا بتشكيلها بطريقة رائعة واستخدموا المرايا العاكسة لكل امرأة ترى نفسها فيها تجد شيئاً ما يشبهها في هذا التمثال لامرأة بكل تناقضاتها وبكل حالاتها، منذ البداية الأولى لها وصورتها وتفاصيلها ردود أفعالها في معترك الحياة.

يحمل العمل الفني في طياته تمكين المرأة العمانية، وقدرتها على صياغة طريقها وحياتها ومبتغاها، ويقدم العمل الفني أيضًا أنماطاً عربية تتمثل في الثقافة والحناء والعشب والأوراق والمجوهرات والأشجار والسمك والفراشات والجدران والإيمان والأزياء وكلها مرتبطة بالحياة في السلطنة.

ويقول الزوجان إنهما ملتزمان بإعطاء المرأة العمانية المحلية مجموعة متنوعة من أدوارها مما يساعد على إدراك مدى قيامها برفع صورة عمان، ونشجعها على التفكير بإيجابية بشأنها أولا، وإقناع الآخرين بأنها بالفعل تتمتع بالسلطة وتستحق أن تحظى بالتقدير والاحترام.

وقال أندرياس تعتبر السلطنة واحدة من دول الخليج الرائدة من حيث المساواة بين الذكر والأنثى، ولها حقوقها وواجباتها وكل ذلك مكفول بالنظام الأساسي للدولة.

ويعمل الزوجان على أن يقدما أعمالا فنية تنفصل عن القوالب النمطية التقليدية في العالم تجاه المرأة في المجتمع العربي وإظهار التقدم وملامح الرقي والحكمة التي تمتلكها المرأة، ولقد تحقق هذا التقدم بفضل فكر صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -طيب الله ثراه- وهو بالتالي تكريم لحياته وعمله.

وأضاف أندرياس وأغوتا أن الشكل الفني بأكمله هو تمثيل لتصورهما وتقديرهما لجمال البلد والشعب والثقافة والتقاليد خلال فترة إقامتهما بذلا جهودًا لجمع العديد من الانطباعات وترجمتها لأنماط تم إضافتها إلى التمثال.

تعليق عبر الفيس بوك