برشلونة.. إقصاء عابر أم تراكم عدم استقرار؟

 

 

حسين بن علي الغافري

 

يمكن القول بأنَّ سقوط العملاقين ريال مدريد وبرشلونة في بطولة كأس الملك الإسباني مُفاجأة غير منتظرة ومبكرة بنفس الوقت.. ولكن ما يُمكن استيعابه من الخروج على كافة العشاق والجماهير المحبة أن الضغوط بخروج الفريقين باتت أقل حدة نسبياً وإلا فإن ذلك سيضاعف الصدمة. ومع ذلك فإنَّ خروج الكبيرين من المتوقع أن يُقلل الزخم الإعلامي هذا العام على بقية مشوار البطولة، فضلاً عن أن ذلك يعني فرصة قيّمة للأندية الأخرى في أن تحارب من أجل تحقيق تقدم إلى مراحل أكبر في ظل الفرصة الحالية وإقصاء برشلونة وريال مدريد الآن، ولا ننسى أن ذلك سيحفز بقية الأندية على أن تلعب دورا أكثر قوة.

أكثر ما أثار علامات الاستفهام كان خروج برشلونة الغريب أمام منافس صعب كأتلتيك بلباو.. برشلونة فتح نفقا بخروجه في ظل تراجعه الملحوظ على بطولة الدوري وخسارته الصدارة لغريمه الأزلي، ولا ننسى بأن الإقصاء أمام بلباو محبط وسيؤثر نفسيًا إذا ما لم يتدخل المدير الفني سيتين. ولكن ما هي مشكلة برشلونة اليوم رغم أنه يملك كوكبة من الأسماء العملاقة ولديه أفضل لاعب في العالم لست مرات، وقام بتبديل مدربه فالفيردي الذي كانت أصابع الاتهام عليه شرسة؟.

أولا، برشلونة شئنا أم أبينا فهو بعيد كل البعد عن هوية فريق يرسم خطة ويسعى إلى تحقيقها وهو ما يفسر إقالة مدرب بمنتصف موسم رغم أن التأويلات على عدم جدوى استمراره كانت منذ موسم ونصف الموسم، بعد كبوة روما التاريخية في دوري أبطال أوروبا العام قبل الماضي - إن كان هو السبب الأول لما يحصل-. لذلك فالمسؤول في هذا الجانب هي إدارة الفريق بشكل مؤكد. ثانيًا، برشلونة لازال يعيش طموحات عام 2009 والسنوات السمان حتى عام 2015 وتلك فترة ولّت وصارت من التاريخ، فمن غير المعقول أن ترفع الطموحات بظروف مختلفة .. الأسماء التي كانت في ذلك الوقت ليست هي الآن.. الرغبة ليست هي نفسها .. ولا حتى الإدارة الفنية والبناء المنظم.

كل ذلك يُفسر نشر الغسيل الذي يحدث خلال هذه الفترة بين المدير الرياضي الفرنسي إريك أبيدال ونجم الفريق الأول ميسي بعد اتهام الأول بأن فالفيردي كان من يدعم استمراره من اللاعبين لأنه متساهل معهم في التدريبات والحضور بالملعب.. وهو ما رفضه الأرجنتيني وطلب تسمية هؤلاء وليس بالضرب غير المباشر.

قلنا مرارًا وتكرارًا بأن الوضع سيكون أكثر تعقيداً إلا إذا نزل مستوى الطموحات وتم إعادة ترتيبه.. إلا إذا بدأ البناء من الإدارة والسعي في إعادة سمعة الأكاديمية الرياضية لاماسيا في ضخ أسماء من الفئات السنية ترفد الفريق الأول كما يجب. برشلونة بحاجة إلى دماء جديدة وإلى إدارة تبني العمل لبنة لبنة. وإلى استيعاب ما يملك من أسماء وتنظيم الأداء مع مدربه الجديد فالقادم لازال ممكناً من البطولة المحلية والأوروبية.