دمعةٌ سقطتْ على الأرض

عزيزة الطائية

(1)

زهرةٌ...

زهرةٌ، زهرتان، ثلاث
أنتِ ريح الرُّبا
ونسيم الصَّبا
أنتِ أم العذارى
وعيون الرّماد
من دماءِ الرّفاق
ورفاتِ الأنبياء

 

(2)

يا بلادي الفجيعة

يا معاني الرّجال

وقبور الوفاء

زهرة للحديقة

زهرتان، ثلاث

من خنادق الرّصاص

تشرق مع النّهار

(3)

من ترابِ الأرض

عبيره الدّماء

تبكي السّماء عطرًا

لا حزنًا ولا فرحًا

حاملة رفات الحصار

إلى جنائز المنفى..

المحملة بالبكاء

(4)

حين..

سلبوا ديارنا

أحرقوا.. دمروا

كلّ شيء

لم يبقَ لنا

غير آثار المغول

ووقع التتار

(5)

ذبحوا أبي من وريد لوريد

أخذوا أخي، وزوجي

إلى الزنازين

هتكُوا عرضي، وأمي

مزَّقوا طفلي..

حشرُوه.. مع الأموات

المقطوعة رؤوسهم

عند حاجز المهجَّرين

حتى أصابت

الرصاصة قلبي

(6)

عندما..

استيقظ الفجر

تضوعت وردة فاغية

نسجتْ من الشّمس

خيوطًا من حرير

سجدتْ في محرابها

طفلة يتيمة

ضمتها قبلة الموت

وبقيتْ تنزف

سلسبيلًا "مزاجه من تسنيم"

من دموع الأرض

على قبرها الصغير

(7)

ما لهذا الحزن آخر!

تنتحر الكلمات

على ضفاف البحر

فتتكسر الأمواج

سيلًا من الدموع، من الدماء

بقيتْ ترنيمة أمنية

لم تكتمل

في محرقة الرّمال

تتوارى الخفافيش..

حدادًا على الأرامل

وجعًا على الأرواح

في محرقة الدخان

(8)

لن ترحلْ الشّمس

خمسون ألفَ حمامة

تعتذر لي.. وتنوح!

تعتذر عني لله

تمسح عن قلبي

جرح الصّباح

الذي جاء به المساء

المتوهج بدماء الشهداء

(9)

عندما

رفرفتْ العصافير

بجناح واحد...

نهمتْ بومة.. وتوارت

نعقتْ الغربان.. ولاذت

بكتْ طفلة!!

قالت: لا وطن لي

لا أب، لا أم، لا شيء

سوى فضاء

غباره من نار

(10)

أمهاتُ العشّاق

يزغردن.. يُكبّرن

بأهازيج وأغنيات الشّهداء

في لحظة غبطة وفرح

في مسيرة حمراء خضراء

التحفن بأكفانٍ بيضاء

إلى مدائن الاغتراب

نسجن لحظة حب

وترنيمة عهد ووعد

مع الموت..

إلى هاوية سحيقة

حيث تغفو جثث القتلى

مع الرصاص

وهو يخترق صحراء الموت

(11)

يا بلادي...

مع رائحة البرتقال

وأشجار الزيتون
ونوارس البحر
سوف...
سوف، نرويك دما
من دموع الأرامل
وحجارة الأطفال
فننير العتمات

لتشرق الأزهار

(12)

سوف...
سوف، نحمل الأكفان
حتى تغدو
أهازيج الثكالى
وأجراس الموتى
حديقة ماء
تتوهج بالأزهار