الكونجرس الأمريكي يحذر بريطانيا من التعامل مع "هواوي"

ترجمة- رنا عبدالحكيم

في الوقت الذي يناقش فيه البرلمان البريطاني السماح لشركة هواوي، عملاق الاتصالات الصينية، ببناء أجزاء كبيرة من بنيتها الأساسية لتقنية الجيل الخامس، ينضم الكونجرس الأمريكي إلى إدارة الرئيس دونالد ترامب في محاولة لإقناع حكومة بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني بأن تقول لا، أو تتحمل عواقب قرارها، حسبما نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية في تقرير لها.

وكتب ثلاثة من أعضاء مجلس الشيوخ عن الحزب الجمهوري رسائل إلى أعضاء مجلس الأمن القومي البريطاني لحثهم على منع شركة هواوي من لعب دور في شبكات الاتصالات من الجيل الخامس.

وكتب السيناتور ماركو روبيو وتوم كوتون وجون كورنين في رسالته: "تمثل هذه الرسالة نداءً حقيقياً من حليف لآخر. لا نريد زيادة مخاوف ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي عن طريق التهديد باتفاقية تجارة حرة محتملة بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة". وأضافوا "الحقائق الخاصة بهواوي واضحة. إننا نأمل أن تتخذ حكومتكم القرار الصحيح وأن يتم رفض إدراج تقنية الجيل الخامس الخاصة بهواوي في بنيتها التحتية".

وتأتي هذه الرسالة في أعقاب مشروع قانون جديد قدمه النائب جيم بانكس الأسبوع الماضي والذي من شأنه أن يوقف مشاركة الاستخبارات الأمريكية مع البلدان التي تستخدم تقنية الجيل الخامس لهواوي في بنيتها التحتية. وتهدف جهود الكونجرس هذه إلى تعزيز الجهود المكثفة التي تبذلها إدارة ترامب لإقناع الزعماء البريطانيين بأن تقنية هواوي تمثل ثغرة أمنية قد تؤثر على العلاقة الأمريكية البريطانية.

واتصل الرئيس ترامب بجونسون في أواخر الأسبوع الماضي لحثه على عدم السماح لشركة هواوي للمضي قدما في خطط تركيب شبكات الجيل الخامس البريطانية. وسافر وفد أمريكي رفيع المستوى إلى لندن قبل أسبوعين، بقيادة نائب مستشار الأمن القومي ماثيو بوتينجر، لتسليم المواد التي تهدف إلى إقناع المسؤولين البريطانيين بأن مخاطر استخدام معدات الجيل الخامس لهواوي لا يمكن تخفيفها بشكل فعال من وجهة نظر الأمن القومي.

وغرد وزير الخارجية مايك بومبيو على تويتر يوم الأحد لدعم حجة عضو البرلمان البريطاني توم توجندهات القائلة إن إبقاء هواوي خارج خطة الجيل الخامس لبريطانيا هي مسألة تتعلق بالسيادة. وقال توجندهات إن البيانات التي تتدفق عبر شبكات هواوي يمكن أن تستولي عليها الحكومة الصينية، والتي بموجب القانون يمكن أن تطلب أي بيانات تديرها أي شركة صينية في أي مكان.

وتراجعت وكالات الاستخبارات والأمن السيبراني البريطانية فيما إذا كانت تعتقد أن مخاطر ادخال تقنية الجيل الخامس بناءً على معدات هواوي يمكن تخفيفها بشكل صحيح. ولمح جونسون يوم الاثنين إلى أنه يسعى للحصول على خطة تسوية تسمح لشركة هواوي بتركيب أنظمة الجيل الخامس البريطانية مع بعض القيود غير المحددة التي تهدف إلى تهدئة واشنطن.

وقال تقرير الصحيفة إنه حتى عندما يحثون بريطانيا على رفض شركة هواوي، فإن أعضاء مجلس الشيوخ يعترفون ضمنيًا بأن الخيارات البديلة نادرة ويمكن أن تكون باهظة الثمن. وكتبوا أن الكونجرس يدرس تشريعا لإنشاء صندوق لدعم أبحاث الجيل الخامس، مضيفين أنه إذا ذهبت بريطانيا مع شركة هواوي الآن، فسوف تقل مساحة السوق الخاصة بالبدائل على المدى الطويل. في هذه الأثناء، استفادت شركة هواوي من أكثر من 20 عامًا من الدعم الحكومي الصيني الضخم، مما سمح للشركة بتقليل منافسيها الدوليين بشكل كبير وتشويه السوق بدرجة أكبر.

ويمكن أن يشكل القرار البريطاني أيضًا سابقة للعديد من الدول الأوروبية الأخرى التي تدرس ما إذا كانت ستسمح لشركة هواوي في خطط الجيل الخامس الخاصة بها. وقد توفر الدول الأوروبية الأموال الآن عن طريق السماح لشركة هواوي ببناء شبكاتها. لكن إذا كانت إدارة ترامب والكونجرس على حق، فسوف يدفعون تكلفة أعلى بكثير عندما يدركون لاحقًا أنهم ارتكبوا خطأً فادحًا، على حد قول "واشنطن بوست".

تعليق عبر الفيس بوك