علي بن بدر البوسعيدي
مع انطلاق المسيرة الميمونة -بإذن الله تعالى- لحضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- ونحن نستبشر في كل صباح الخير العميم لبلادنا، تحت القيادة الحكيمة لخير خلف لخير سلف، وعمان تواصل نهضتها المباركة وترفل في ثوب العزة والكرامة.
والمتأمِّل في مختلف شؤون حياتنا، يجد أننا -ولله الفضل- ننعم في رخاء وتقدم، بفضل ما تحقق من مسيرة ظافرة قادها باقتدار وحكمة المغفور له -بإذن الله تعالى- جلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور -طيَّب الله ثراه- والآن يتولى زمام الأمر جلالة السلطان المعظم -أيَّده الله. ولا شك لدينا في أن جلالته -أبقاه الله- ماضٍ على الدرب الذي اختطه سلطاننا الراحل، بل إنه سيقود -بإذن الله- صفحة متجددة من مسيرة التطوير والتحديث الشامل في مختلف قطاعات ومؤسسات بلدنا الحبيب.
ومع اقتراب تطبيق الرؤية المستقبلية "عمان 2040"، تلُوح في الأفق بشريات نهضة متجددة وآمال عريضة بأنَّ المستقبل المشرق ينتظرنا، فتلك الرؤية الإستراتيجية ستنهض بعمان نحو مصاف الدول المتقدمة، وتدفع بمعدلات النمو الاقتصادي لمستويات عالية، تحقق ما نصبو إليه جميعا من تطلعات في اقتصاد قوي نامٍ قادر على مواجهة التحديات.
فمثلاً الرؤية تسعى لتنويع مصادر الدخل من خلال الاعتماد على القطاعات غير النفطية، ولدينا العديد من القطاعات الواعدة التي يُمكن من خلالها زيادة الإيرادات العامة للدولة، ورفد الخزينة العامة بالأموال اللازمة لمواصلة مسيرة التنمية والعطاء. فالقطاع السياحي يُمكن أن نستفيد منه في توفير العديد من فرص العمل للشباب؛ فبلادنا تزخر بمقومات سياحية لا مثيل لها في المنطقة، ونضيف إلى ذلك نعمة الأمن والاستقرار التي تحف بلادنا. وهناك العديد من دول العالم التي اعتمدتْ فقط على القطاع السياحي لزيادة مداخيلها سنويا؛ لذلك يجب علينا أن نكثف العمل على الترويج لهذا القطاع المهم، واستقطاب الوفود السياحية من مختلف بلدان العالم، لا سيما البلدان المصدرة للسياحة، مع التركيز على الأسواق الأوروبية والأمريكية والآسيوية التي تعد الأعلى إنفاقا على السياحة في العالم. ومن جانب آخر، يجب على الجهات المعنية أن تسعى لمزيد من التطوير للبنية الأساسية للقطاع السياحي، وعلى القطاع الخاص أنْ يتوسع كذلك في تنفيذ مشاريع سياحية وترفيهية تسهم في جذب السائح الأجنبي، وأيضا تحافظ على السائح المحلي من مواطنين ومقيمين، بدلا من توجههم للخارج من أجل السياحة، فعمان أولى بهم.
وأخيرا.. أؤمن بأنَّ مُستقبلنا باهر بإذن الله، في ظل القيادة الحكيمة لجلالة السلطان المفدى -أيَّده الله- وأن عماننا ستظل شامخة أبد الدهر، تنعم بالأمن والاستقرار والرخاء والنماء، وسيظل المواطن هو العنصر الأقوى في منظومة البناء والتطوير؛ لأنه هدف التنمية وغايتها.