رحيل القائد الأب

آلاء سالم الغزالي

يُتمٌ حلّ على شعب بأكمله.. بعد رحيل قائدهم عنهم... يُتم ولد برحيل قابوس عن عمان.. نعم.. المشهد الذي خيّم على الواقع العماني طيلة الأيام الماضية لايمكن أن يوصف إلا بأنّه البر بأبينا في أبلغ صوره..

تلك الدعوات الصادقة وذاك السهر والترقّب وتلك المشاعر الجياشة ما كانت لتكون إلا لأب حنون أحسن رعاية أبنائه..

كيف لا والتاريخ قد سطر تلك الرعاية بأحرف من ذهب.. خمسون عامًا أفناها جلالته في خدمة أبناء وطنه على أتم وجه.. سهر الليالي وواصل الأيام في سبيل أن يشيد لعمان هذه النهضة المباركة...

لم يدخر يوما جهدا في سبيل راحة أبناء وطنه..

تحمّل الصعاب من هنا وهناك ومضى بحكمته في حماية أبنائه من أي تخبّطات تحيط بالمنطقة.. الكثير من قراراته الصائبة لم يدرك مغزاها أنها الأصلح والأنفع لأبنائه إلا بعد حين.. النهضة التي بناها لم تقتصر على العمران فحسب بل كانت نهضة مصحوبة بأجمل القيم وأروع المبادئ. ما جعل العماني نموذجا يشار إليه بالبنان بحسن الخلق أينما حلّ.

الحب العميق والمكانة العظيمة التي حفرت في قلوب العمانيين جمعيهم كبارا وصغارا.. شيوخا وأطفالا.. هي لوقائع استثنائية لرجل استثنائي.. فتفاصيل قصة النهضة يرويها اليوم شيخ الثمانين عاما ليكمل أركانها ابن العشر سنين..

الرابط المتين الذي ربط بين قابوس وعمان أنسانا لوهلة أنّه رابط يخضع لنواميس الكون.. فلم يخيل إلينا يوما أنه سينتهي إلى أن أتت إرادة المولى بأحكامها.. فخضعنا لها مُسلّمين بقضاء الله وقدره.

 

سيدي قابوس أحببناك أبا وأحببناك مربيا وأحببناك قائدا..

سيّدي وإن رحل جسدك عنّا سيظل حبك خالدًا في نفوسنا.

تعليق عبر الفيس بوك