تغريدة الشعر العربي شاعر الشفافية العُماني عقيل اللواتي

 

السعيد عبد العاطي مبارك | مصر

 

(سجدة فلب !!)

مُرّوا على مجدِ آبائي وأجدادي

وحدثوا القلب عن أيامِ أعيادي

عن مجدِ جُلَّقَ، عن مصرٍ، وعن وطني

(وسلّموا لي على (صنعا) و(بغدادِ )

***

لها صوتٌ يقول لروحِ شوقي

على قدْرِ المشاعرِ هاكِ روحـي

بشعرٍ واثقٍ تأتي تُـلـبِّـي

 نداءَ الودِّ في آي المَـديحِ

فيُشرق من سماءِ المدحِ بَـوحٌ

 هُـلاميٌّ شفيفٌ في النُّـزوحِ

 

***

مع بدايـــة هذه الانطلاقة بلا حدود نتأمل عالم شاعر الشفافية الرومانسي عاشق عمان "عقيل اللواتي" من خلال معطياته المركبة بين أهداب وظلال القصيد، ولم لا فهو حادي ليل العشق، والهائم بكلماته كالنهر المتجدد والمتدفق في لحن عذب يسبح مع فضاءات الروح و الجمال، نحو قيم عربية أصيلة رسالة حب متغلغل في خصائص البيئة التي بينه و بينها امتزاج، ويظهر لنا جليا كل هذا في لوحاته الفنية والابداعية الاشراقية، مع خريطة الشعر معشوقه الأبدي.

وذلك منذ التكوين من مسلسل الالهام.. “سجدة قلب “، “إمضاءةٌ في جيد حب”، “أيقونةُ عِشقٍ وأشياءٌ أُخــر” و“نزفٌ مضرج بالهوى”، هذه الدواوين الشعرية، فهذه الدواوين تشرق من خبايا النفس تحمل عناوينها منطق فلسفة الجمال وروعة الخيال ذات دلالات نصية متنوعة، تتزاحم بالرؤي كي تعكس صدي الجلال هكذا ... !! .

نشــــــــأته:

ولد الشاعر الـعُماني عقيل بن درويش بن يوسف اللواتي، وفي عام 1972 م، بولاية صحار، درس في ثانوية صحار، دبلوم معلمين 1992 م، مُعلم رياضة مدرسية، ثم وظيفة جديدة بوزارة التربية والتعليم بسلطنة عمان.

لقب بـــــ (شاعر الشفافية) من خلال مشاركته في البرنامج التلفزيوني (أمير الشعراء) بأبوظبي

ويقول عقيل اللواتي عن هذا اللقب – شاعر الشفافية:

هذا اللقب أراه الأقرب لي والأصدق والأحب وأصبح الأشهر. وللمعلومة الألقاب منحت فقط لموسمين الأول والثاني لذا أنا آخر من منح هذا اللقب.

وثمة أعمال له منها نشيد وطني غنائي بعنوان (نشيد ملتقى صحار السياحي) ونشيد (نادي صحار)، كما شاركت مؤخراً في أبريت (عودة الروح) في احتفالات السلطنة بعودة روح عمان.

 

حول شاعريته:

وشاعرنا منذ نعومة أظفاره مشفوعا بالكلمة الشاعرة والحس المرهف يمتلك موهبة وثروة لغوية وموسيقي شعرية أصيلة، ويكتب في جميع الأغراض دائما هائما في ماهية ومعية ربة الشــــعر متدفقة الحضور!

قصائده تنحى منحى الشعر الكلاسيكي العمودي, كما يكتبُ في الشعر الحر (التفعيلي). وقد شارك في ملتقى النص الجديد (ما بعد قصيدة النثر) الذي نظمه منتدى أروقة جنون الثقافية بالقاهرة 2009 م . وله إصدارت شعرية منها :

= ديوان (سجدة قلب) صدر في 2007 م من دار أكتب للنشر بجمهورية مصر العربية .

= ديوان (إمضاءةٌ في جيد حب).

= ديوان (ترانيمُ عِشقٍ لــ حاءِ الشهيد).

= (أيقونةُ عِشقٍ وأشياءٌ أُخــر).

= ديوان (نزفٌ مضرج بالهوى).

= ديوان (ألم ذلك الأمل المؤد).

 

مختارات من شـــــــــــعره:

قصيدة بعنوان (قابوسُ حياتُنا) بمناسبة سلامة جلالة السلطان قابوس، وذلك مع مطلع عام جديد في حب وسعد ‘ في31 ديسمبر 2019م، فينطلق بنا الشاعر عقيل اللواتي، عاشق أرض مجان " عمان الحبيبة " وسلطانها المفدى رمز الخير و العطاء والبناء، ليسطر لنا صفحات من المجد والكبرياء والخلود ، يعكس تجربة مؤثرة واقعية، في زهو و فخر بسلامة سلطان البلاد متيما بين رحابه، متبتلا حامدا شاكرا لله علي صحة وسلامة - قابوسُ حياتُنا - من هذه اللفظة ينطلق مغردا مترنما فرحا مسرورا في الكون شاديا ، يترجم فيض مشاعره في عزة و تيه ، يحدوه الأمل الفواح، ولم لا فهو " ابن عمان البار " ملحمة عشق يجسدها واقعيا في تجليات اشراقية متباينة المعالم متناغمة الجوهر، في صدق و وعذوبة، وطرب. مصورا لنا في تلقائية مواقف ومشاهد تحاكي ظلال حركة الحياة، مع إيقاع انسيابيا رقراقا كالماء النمير فراتا يتهادى شوقا، يغازل القصيد في غنائية غزلية ثنائية رائية ذات بعد ورؤية ملامح تفوح بالود والسعد واليمن معا موال عشق:

دُمْ للقلوبِ محبَّـةً وعبيرا وامنحْ فضاءَ الكونِ منكَ زُهورا

دمْ للحياةِ الماءَ إنَّ مِياهَنا من غير حُـبِّكَ لا تكون نميرا

 

قابوسُ

وارتفعَ الدُّعاءُ بحفظكمْ والنَّفسُ تسعدُ بهجَةً وحَبورا

فرَحًا بكتْ كُلُّ القُلوبِ لِما دَعَتْ فاللهُ حقَّقَ ما تراهُ عَـسيـرا

والروحُ شُكرًا للإله تبتَّـلَتْ والكونُ غَـرَّدَ بسمةً وسُرورا

وعُمانُ بسمتُها تشابهُ سَعدَكم يا سَيِّـدَ البَسَماتِ دمتَ قريرا

سيدومُ عِشقُكَ في الحنايا واحدٌ وتدوم للوطنِ العزيزِ كبيرا

***

 

ويقول الشاعر العماني المتألق نجما – عقيل اللواتي - عند رؤية هلال عاشوراء، يحاكي مسيرة الشاعر العربي القديم في نظرة معاصرة:

آهٍ هلال الحُــزنِ لونُـكَ أسئلَـةْ = مُزِجَــتْ بها آهاتِنا المُتبتِّـلَـهْ

ما الدَّمعُ ؟ كُـلُّ الدَّمعِ صار مُحمَّــداً = آياتُهُ فيضُ الدِّماءِ محمَّـلَهْ

و الحُزنُ أرخـى قلبَهُ لمصيبةٍ = كلُّ الحياةِ لهولها متكربلَــهْ

و أراهُ ينشرُ قطعةً محمرَّةً = قطراتُها بدما الخلودِ مُبلَّـلَـهْ

مُذْ أدركَ القلبُ السَّليمُ لما رأى = ما فاتهُ عند الرُّؤى ما أمَّـلَـهْ

لقميصِ حُزنٍ علَّقوا بهلالِـهِ = الرُّوحُ تبكي و الحنايا معولَهْ

و أراكَ يا قوساً تواترَ رميُـهُ = سهمُ الرَّزايا بالجوى متغلغلَـهْ

وَصَلَتْ شِغافَ الرُّوحِ تطبعُ عِشقَـها = في آهــةٍ باسمِ الحُسينِ مُسجَّـلَهْ

***

ويقول عقيل اللواتي في قصيدة رائعة بعنوان (عَــهــدُ الـرُّوح ... !!) ينساب بين مرتعها يعزف لحن السماء ينشد الكمال نحو النور مع ملاك القصيد ينسج من خمائل الحب الشفيف موال يزين الأفق كي يستفيق الوجود في زمن الصبا المسحور والمكبل بقيود الصمت ينتظر علي شط المحبة رجع الشوق و الحنين:

سأقول قولاً لو وعاه مُـتـيَّـمٌ = سيموت من كمدٍ ويُشعل نارا

قد جئتُ عهداً راقصت أنفاسُهُ = روحَ السماءِ وعانقتْهُ مزارا

سأقول أني منذ لحظة ودنا = عانقتُ قُـدسَـكِ واتخذت شعارا

إنِّـي أُحبُّـكِ يا ملاكَ قصيدتي = وملاذ شعري عُـتمةً و نهارا

إني على عهد المحبة أحتوي = ألقَ الودادِ وأحتسي الأزهارا

إني أداعب في المساء خميلةً = وعلى ضياء الفجر صرتُ منارا

إنْ عاقرَ الحُبَّ الشَّفيــفَ نهارَهُ = قلبي،أراهُ يغازلُ الأقمارا

فالكون يبقى في يديَّ كخاتَـمٍ = و الأفقُ يمحو ما يُشينُ جهارا

لكنني والحـبُّ يُشعلُ فتنتي = فيحيلني صبـَّــاً يزيحُ ستارا

أبقـى على شطِّ المحبةِ ناحتاً = سحرَ الجمالِ وصدرَه المعطارَ

لأكون في كون المحبةِ شاعراً = مسترسلَ الإشراقِ حيث أنــارَ

***

ونختم لشاعر الشفافية العماني عقيل اللواتي بهذه القصيدة تحت عنوان (لطَـفِّ فاطِمَة) حيث يستلهم الحاضر من أحداث التاريخ منطلقا من أحزان آل البيت يسطر ملحمة النور في عشق ونبوءة الصبح ينتظر ساعة الحب الوليد مترجما أحاسيسه:

يا طَفَّ فاطمةَ الذي يتجـــدَّدُ = خُذنا إلى الأحزانِ فهي توحَّــــدُ

خُذنا لننشرَ في الوجودِ نُواحَنَا = من آهةٍ رَكَعَتْ و أخرى تَسجِــدُ

خُذنا نُسافِرُ في الشُّجونِ مدامِعاً = ننعى ضُلـوعَ الوحي حين تُـردَّدُ

آهُ البتولِ كضلعِها في سِـرِّهِ = بل آيةُ المهــديِّ يُظهِرُها الغَـــدُ

الصَّمتُ عند الحُزنِ يُرهِقُ خاطري = فيُحيلُهُ دمعاً بذاتيَ يَرعُـــدُ

خُذنا إلى الزَّهراءِ ثمَّةَ أحرفٌ = حَزنى تَصوغُ الحُبَّ ساعةَ يُولَـــدُ

وهُنا ابتهالُ الضوءِ يُشرقُ كوكباً = ليقول للأكـــوانِ رُزؤكِ سَيِّـدُ

يا طَفَّ فاطمةَ اليُحيِّرُ أدمعـــي = اللهُ .. أيَّ مَصائِــــبٍ تتكَبَّـدُ .. ؟؟

 

هذه كانت سبحات مع عالم الشاعر العماني عقيل اللواتي – شاعر الشفافية – الذي يترنم في محرابه بين ظلال الحب والعشق في رومانسية ووجدانية ينطلق منها الي حب موطنه يعانق لوحات الجمال قيمة ورسالة الي الفرد و المجتمع يحمل أحزان و أحلام الإنسان معه داخل رحلة المكان والزمان فيرسم في لحظات استثنائية متباية ومتوالية النزعات خريطة تجسد فيض وفرط مشاعره النبيلة قصيدة تحرك الحواس عند المتلقي والمتذوق ثورة ابداع متطورة ومتجددة مع كل إشراقة صبح جميل بروح رياضية متفائلة دائما.

تعليق عبر الفيس بوك