تمسح على رأس الصباحات اليتيمة

 

ريناس إنجيم | ليبيا

 

ثم ماذا؟

ثم إني..

أصحو مجاهدة  أحاول مصالحة نفسي

أصافح الضوء بيد مبتورة

وأنحني للعطر بظهر مكسور

أنظف الطرقات بصوتي المبحوح

وأرسم على جدران الأزقة

قبائل قرنفل وأحواض ياسمين

أصنع من حسن ظني مقاهي للعابرين

وأستمع أنا وكلي إلى أعينهم

وهي تخبرني عن سطوة الحنين

ومشقة الغربة

عن حكايا  أشجار الصفصاف الحزينة

 وأسرار الجبال  المتعبة

عن مغامرات الرسائل

وتجارة الأقدار

عن شعور زاوية في غرفة مظلمة

داخل قصر الشمس

وعن نهد عذراء عجوز

في زمن الفجور

عن وحدة  شامة شامخة

في وجه حسناء مكتظة بالغرور

عن فراش بارد

وحرارة جوف تشع لهفة

وأوصال طريحة الإدمان

عن رجل يبحث عن امرأة

تسد رمق عنفوانه

وتخرج له من الحب مختلفا ألوانه

عن رجل يزرع بذرة

بين ثنايا الندى

ينبت الظل ليظلل الأرصفة

كلما ما مرت أنثاه

عن كومة قش

أرادت  أن تكون مكانا آمنا لمستجير

فـ احترقت

عن تفاصيل يوم كامل

لـ وجه شيخ عجوز يبيع آخر أيامه

ليشتري كفنا يستر عورته

عن صباحات ومساءات

فرضت عنوة علينا

و يمر الصباح مسرعا في كنف المحطات

وتنطلق صافرة الرحيل من أفواه الحياة

معلنة عن انتهاء الرحلة

ولقاء يتجدد ريثما يشاء القدر

أقف ملوحة بمنديل امتناني

وكلي اشتياق لحديثهم

فـ حديث الغرباء يد ثالثة

 تمسح على رأس الصباحات اليتيمة.

تعليق عبر الفيس بوك