وكل قصيدة عتق...

.. ريم سليمان الخش

*

شق أنا وأناته شق

فمتى يكون لذاتنا رتق

ومتى شغاف القلب يحضننا

فيزيد من نبضاته الخفق

تسري بذات الدم مضغتنا

ولنا على رعشاتها السبق

ومتى يصير الحس مكتملا

ومعا بنفس التيه نندق

عبثية الأزمان توجعنا

ولكل وجد إن شفا عق

إني رأيت الزيف عالمنا

لولا بأنك وحدك الحق

وكذا رأيت الفتق ظاهرنا

ولنا بعمق بواطن لصق

فمتى إله الجبس يعجننا

وبذات إزميل لنا دق؟

*

من ذات لوح أحرف خلقت

معناي أم معناك لا فرق

بسطورنا أسرار ومضتنا

نور يزيد بوهجه عشق

تبدو كأن الحب أنطقها

هل يستقيم بغيره النطق؟

وحشية تبقى مقاطعنا

وكذا بذات الجذر نشتق

ولها التماع الحدس بارقة

فإذا رعدت تفتق الودق

وإذا نفخت الروح تبعثها

فمتى يكون بنفخك الخلق؟

*

الله نور الكون فاض بنا

ولنا على مشكاته دلقُ

مصباحه النوريّ ذوبنا

كحلا يخطّ حروفَه توقُ

رقراقة كالنهر أسطره

ومذاقها العسليّ مشتقُ

يانفحة الأسماء إنْ رشحت

بظلالنا لم يأتها رهقُ

أسماؤه بالصدق تحفظها

رأسُ الفضائل للورى الصدقُ

فإذا نأيت النفس عن كذب

وصلت له ومقامها العشق

وإذا قطعت حبالها عمدا

أشقيتها ومقامك الفسق

*

مغسولة بالطهر جنّتنا

ومضاءةٌ فانوسها الومقُ

ومباحة فالشعر نتركه

رهوا وكلّ قصيدة عتقُ

الشعر نهر الأرض خضرتها

وظلالها والعابق الطلقُ

يبدو كأنّ الوجد غيّبه !!

والغيب بعض ضفافه العمق

فبه تُرى الأطياف واسعة

لاضيقَ يلجمها ولا سحقُ

ينساب دفق الشعر في ثقة

مامسّه الإكراه والغلقُ

إثمٌ إذا لامسته حطبا

فإذا كبتَّ أصابه الزهقُ

فالنظم دون الروح بوح سدى

لالون لا احساس لا ذوق!!

وقصائدٌ بالشوق لاهبة

إمّا امتنعت أماتها الحرق

*

ياماء ياللماء يرشفني

وأسيلُ في (..) وعليَّ ذا الرشقُ

وأصيرُ من آلائه غدقا

غيما من الأشواق يُشتقُ

وأغور في صلصاله شبقا

نبعا يُفجّرُ واحتي الدفقُ

كافورة تبقى بها أبدا

أنوارك المهراقة العتقُ

وشفيف ضوئك خيط كوّتها

فمتى يُخاط بضوئك المقُّ ؟...

تعليق عبر الفيس بوك