د. ريم سليمان الخش | باريس
مكوكيَ الذهنيّ قد حلّقْ
متوجها لمداره الأعمقْ
//
وبسرعة كالضوء هائلة
حُجُبَ الرؤى خلف المدى مزّقْ
//
لكنّ بحر الصمت أوجسه
ليُمدَّ حبلُ الصوت: لن تغرق!
//
بندائه ترتدّ زوبعة
كادت تصبّ الشك بالزورق
//
كاد ارتفاع الحجْب يغمرها
بالنور لولا حالكٌ ضيَّق!
//
يا أنت ياأصوات باصرتي
يا من بلمسة كفّه أنطَقْ
//
يا أنت يا إعصار زوبعتي
وتلاطمي في يمّك الأعتق
//
رحبٌ بلا حدّ وربّتما
من نشوة قلبيةٍ أعمق!
//
من رعشة مشبوبة ولهاً
بحميمك المحموم بالمطلق!
//
أحشرته في لجّة شغفا ؟
وخرقته بالحب لا يُسرق!
//
وملأته شعرا وأجنحة
رغم اجتراح خطيئة حلّق!
//
وكشرفة للورد تزرعه
من نطفة قمرّية أورق
//
للوتس الولهان نافذة
والأخريات بحضنها الزنبق
//
وبنفسجٌ للغيم بهجته
عطر الشذى بالقطر مستنشق
//
قد راح مدّ العشق يجرفه
ولطاقةٍ كونية ٍ يشهق
//
صلصاله الإفكيّ ثقّله
والورد في سكراته يغرق
//
ليظلّ في جُزُر الهوى أبدا
وبشطّك النوري لا يلحق!
//
حرٌّ وللذّات وجهته
والإثم بين مسامه يعلق
//
سيزيف لم يترك محاولةً
إلا وكان لمجده الأسبق
//
دوما لذروة وعيّه يسعى
وبحمله للجرم كم يزهق!!
//
أبدا يعاود حمل صخرته
متدحرجا من غيّها يُسحق!
//
يبقى لأمر الحزن مرتهنا
بين الأنا ومرامها فرّق!
//
وتودُ لو حقا يُضاجعها
لو مرّة لثيابها شقق!
//
عرسٌ على الآلام طرحته
ولظبية الآمال قد طلّق
//
ويحيك بالأحزان بردته
فإذا دنا منه الردى فتّق!!
//
قنديلك الدهريّ يلسعه
متوجعا من قبل أنْ يُخلق
//
للآن وسط البحر مركبه
سيان بين الغرب والمشرق
//
لافرق والمجهول يدفعه
في أيّ صخرة عارضٍ يندق!
//
سيان إنْ للقرش مضغته
أو للعقاب بهجمة يُمحق!
//
في وحشة اللجيّ تتركه
متوحدا بحنينه المطلق
//
لم يدر هل بالصفحِ تغمره
أم أنه في هدسه يَشْرَق!
//
ليظلّ في قيعان نائية
مقلى على وجدٍ هو الأصدق
//
ملقى على أحضان مصطبة
والمدّ ياللعشق إنْ أطبق!!
//
وجعي فإنّ الشوق ذوّبه
ولثلجه الجبلي قد أحرق
//
ليضيئَ جنح الليل بارقه
ويُحرّق المجداف والزورق!!