مصطفى لفطيمي | المغرب
بعَيْنينِ من عَقيقٍ:
أَرى ظِلِّي
وقدْ صارَ أكْواماً من حَجرٍ.
أنْظرُ إلى الفراشَاتِ
وقد صَارَتْ لها أجْنِحةٌ ،
و زَعانِفُ مِن وَرقٍ.
أُبْصِرُ العَواصِفَ:
الرَّمْليةَ،
والثَّلْجيةَ.
أُبْصِرُها تحتَ أَهْدابي،
وفَوقَ رُموشي
وأنا أدُسُّ الطُّوفانَ
في جَيْبيَ المَثْقوبِ
بِدونِ أَصَابعِي
الطَّويلَةِ.
سوْفَ أرَى
- لا مَحالةَ -
هذه اليابِسَةَ
حين تَصيرُ بقعةَ زيْتٍ مَحروقٍ
في حاويةِ بَوْلٍ
على الرَّصيفِ.
مَنْ أَنَا يا أَنَا؟
هذا السُّؤالُ الكريهُ:
لا يخْرجُ مِنْ شَفتيَّ المَزْمومَتيْنِ.
لكنَّ قَدَرِي
هذه الفِخَاخُ المَنْصوبَةُ
في الطَّريقِ
أَدوسُ عليها،
وعَلى كُلِّ شَيءٍ:
على العُشْبِ،
والإِسْمَنْتِ،
وعلى العَنَاكِبِ المُتَرَبِّصَةِ بالنَّمْلِ.
أيُّها العَجوزُ الذي صِرْتُهُ
مُنذُ عامٍ
بِعيْنَيْنِ خَاوِيتَيْنِ كَمَغَارةٍ:
أنا
من
أنا؟