عشرية النجاح

أحمد عمر

ahmed.omar@alroya.info

 

مسيرة العمل في حياة أي مؤسسة أو فرد مليئة بالتحديات، لكن هذه التحديات هي التي تصنع النجاح، والنجاح هنا لا يتحقق فقط بمعناه المعنوي بل أيضا بمعناه العملي على أرض الواقع، وقبل عشر سنوات، شرُفت بأن أكون ضمن فريق عمل محترف جاء إلى العاصمة مسقط، بهدف التأسيس لأول جريدة اقتصادية يومية في عُمان، ومنذ ذلك الحين وحتى هذا اليوم، حفل هذا العقد بالعديد من المتغيرات والتحديات والنجاحات..

"10 سنوات من الإعلام المؤثر"، كان العنوان الأبرز لمسيرة جريدة الرؤية، سعينا منذ العدد صفر، أن نضع بصمة تحريرية مختلفة، تواكب الأنماط الصحفية المعاصرة، وتضع الضوابط المهنية على رأس أولوياتها. 3650 يوما زاخرة بالعمل الصحفي المتنوع، كنا فيها، برفقة زملاء أعزاء وإخوة عمل، خير فريق تحت قيادة رئيس تحرير يقود ولا يدير، يُلهم بالأفكار ولا يأمر بتكليفات، حرص- ولا يزال- أن يكون زميلا صحفيا لا رئيسا للتحرير. خلال تلك السنوات، شهدت عمان- وكنا شهودا كذلك- على مراحل تطور متسارعة، ونهضة متواصلة يقودها بحكمة وعبقرية حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه، وهذه النهضة لم تكن فقط على مستوى التنمية المحلية أو السياسات الخارجية، بل امتدت أياديها إلى عالم الصحافة، ذلك القطاع الحيوي والمؤثر في تاريخ أي أمة.

نجحت "الرؤية" خلال عقد من الزمان في تأسيس صحافة متطورة، يكتبها المواطن، قبل الصحفي، صحافة ترتكز في توجهاتها على الموضوعية والحيادية والاحترافية، والحرص على تقديم محتوى صحفي متنوع وشامل كل صباح للقارئ، استطعنا خلال تلك الفترة أن تكون "الرؤية" الخيار الأول بين الصحف لجموع القراء، سواء كانوا مسؤولين أو رجال أعمال أو مواطنين عاديين. اعتمدت "الرؤية" على أولوية الخبر المحلي وكل ما يهم القارئ من شأن وطنه وما يمس حياته، فكان تركيزنا على ما يجري على أرض عمان من أحداث، وحرصنا- ولا نزال- أن يكون مانشيت الجريدة (العنوان الرئيس) شأنا محليا خالصا، واعتمدنا نهج القيمة الخبرية المضافة، وقاعدة "ما وراء الأحداث"، لا سيما وأنّ القارئ في عصر الثورة المعلوماتية يعلم بالخبر في اللحظة التي يحدث فيها، وربما في بعض الأحيان يصل الخبر إلى المواطن العادي قبل أن تنشره الصحف، ولا غرابة في ذلك، فوسائل التواصل الاجتماعي فتحت الباب على مصراعيه أمام الجميع لكي "ينشُر"، لكننا آمنا بقدرتنا على تقديم محتوى إخباري مميز ومختلف.

وتزامن مع هذا المحتوى الإخباري المميز، إطلاق مسار موازٍ للعمل الإعلامي، ينطلق من جوهره ويستند على أعمدته، وهذا المسار هو نهج "إعلام المبادرات" الذي يعكس الإيمان الراسخ لدى مؤسسة الرؤية بأنّ العمل الإعلامي لا يتعين عليه أن يقف عند حدود نقل الأخبار ونشرها، بل صناعتها، وقد نجحت الرؤية في ذلك، من خلال حزمة من المبادرات الوطنية التي لا تستهدف سوى خدمة عمان وتطورها.

وفي خضم الثورة المعلوماتية، لم تقف "الرؤية" مكتوفة الأيدي أمامها، بل سعت المؤسسة وفي المقدمة منها رئيس التحرير، على أن تواكب العصر، فأطلقنا في بداية الأمر الموقع الإلكتروني للرؤية، منذ السنة الأولى للصدور، وتطور الأمر وباتت لنا مكانتنا المتميزة على وسائل التواصل الاجتماعي، نصل بما ننشره من أخبار ومحتوى صحفي وترفيهي إلى مئات الآلاف من القراء في الفضاء الإلكتروني الواسع.. فمن تويتر إلى فيسبوك وإنستجرام ويوتيوب مرورا بالواتس آب، يضيء اسم "الرؤية" بلونه الأحمر في سماوات هذه المنصات الإلكترونية. ونجحنا في أن ننال ثقة القارئ أينما كان، داخل أو خارج السلطنة، حتى إن عددا من الأقلام غير العمانية تحرص إسبوعيا على نشر مقالاتها في "الرؤية"، إيمانا بانتشارها الواسع ليس في عمان وحسب، بل في منطقة الخليج ولجميع الناطقين بالعربية في أنحاء العالم.

وفي مسعى من رئيس التحرير إلى مزيد من التميز في العمل الصحفي والإعلامي بشكل عام، أطلقنا إذاعة "صوت الرؤية" لتكون أول إذاعة رقمية تبثها مؤسسة إعلامية عمانية على الإنترنت، تقدم محتوى متنوعا، بسواعد وطنية شابة يملؤها الطموح ولا ترى سوى النجاح غاية لها. ورسّخت "الرؤية" مكانتها على الساحة الإلكترونية بإطلاق قناة "الرؤية TV"، لتنقل مباشرة مختلف الفعاليات والأحداث، وتقدم محتوى برامجيا ثريا إخباريا وثقافيا ومعرفيا، ينقل رأي المواطن ويسلط الضوء على أبرز القضايا، بشفافية واحترافية.

إنّ الانتساب إلى مؤسسة صحفية هامتها مرفوعة في سماء الصحافة العمانية، لشرف كبير، ومسؤولية أكبر، تضع على عاتقنا جميعا أمانة الكلمة ونزاهة الطرح وموضوعية الكتابة.. فهنيئا لجميع زملائي انتسابهم إلى "الرؤية" ومرور 10 أعوام على صدور عددها الأول، وكل الدعوات والأمنيات بمزيد من التقدم والتأثير الإعلامي.