ليفربول.. "إدارة" كلوب

 

حسين بن علي الغافري

اختتم نادي ليفربول الإنكليزي عامه الجاري بفوز جديد رفع حصيلته من الألقاب إلى ٤٧ بطولة في تاريخه بعد فوزه الكبير على نادي فلامنغو البرازيلي بهدف نظيف بكأس العالم للأندية. ولعل الفوز مساء السبت دلالة واضحة على شكل الريدز المرعب كرويا والقيادة الفنية التي كوّنها الألماني يورغن كلوب خلال أربعة مواسم فقط.

ليفربول استحق التتويج أمام فلامنغو الذي كان ندا صعبا أمام مدربه جيسوس مدرب الهلال السعودي سابقاً. وبالعودة إلى البطولة القارية، فتتواصل جهود الأشقاء في دوحة الخير من أجل الحدث الكروي العالمي كأس العالم ٢٠٢٢، وسبق بطولة كأس العالم للأندية خليجي ٢٤، وكلها اختبارات جيدة وتعطي انطباع جاد من أجل تجاوز كل العقبات حتى أقل من عامين من الآن. كذلك لا ننسى بطولة كأس القارات العام المقبل والتي ستكون آخر محطات العمل الرياضي لاستضافة الحدث الكبير. وهي بدون شك محل فخر في أن تكون كأس العالم على أرض الجزيرة العربية لما تمثله من قيمة رياضية وسمعة عالمية.

عاش ليفربول ليلة من ألف ليلة وليلة بعد أن سطر حروف المجد كما ينبغي في موسم لا يُنسى. الفريق مع كلوب مغاير تمامًا للأسماء التي سبقته حيث حقق كذلك هذا العام لقبه السادس بدوري أبطال أوروبا ولقبه الرابع في كأس الاتحاد الأوروبي. والحديث عن معطيات النجاح وأسباب هذه الانتفاضة ثقة الإدارة بعمل يورغن كلوب الذي قدم كرة ملفتة مع بروسيا دورتموند الألماني وأسس نظاما رياضيا كرويا متكاملا غير الألقاب التي ظفر بها. كلوب صنع الأمر ذاته في ليفربول وآمن بأفكاره، فمن تم انتدابه من أسماء ليست تلك الملفتة في القارة العجوز باستثناء اسم المدافع فان دايك، فمثلا النجم المصري محمد صلاح كان في روما ومعدل التهديف لديه لا يتجاوز ١٥ هدفا في الموسم الواحد، جلبه بما لا يتجاوز ٤٠ مليون جنيه إسترليني وها هو يبهر العالم بما يملك من أهداف وفنيات لتتجاوز قيمته السوقية الآن ١٥٠ مليون جنيه إسترليني.

البرازيلي فيرمينو كذلك نموذج آخر من هوفنهايم الألماني. وساديو ماني من ساوثهامبتون الإنكليزي.. والقائمة تطول. ما أود قوله أن كلوب تجاوز مسألة البحث عن نجوم جاهزة.. سعى في تكوين مجموعة بأفكاره.. صنع فريقا من الصفر، وها هو ما صنعه يقدم كرة قدم جمالية ويحقق الإنجاز تلو الآخر. التحدي الأكبر للألماني مع الريدز ليس دوري الأبطال أو كأس العالم للأندية وإنما لقب الدوري الإنكليزي الممتاز الذي غاب طويلا عن القلعة الحمراء وعودته تعني الكثير جدًا لجماهيره.. ويبدو أنّ هذا الأمر قريب من يدي كلوب ولاعبيه.. قريب لدرجة أنّ الفريق لم يخسر حتى اللحظة محليا وبفارق تسع نقاط عن أقرب منافسيه.! هكذا تُبنى النجاحات.

 

 

HussainGhafri@gmail.com