امرأة صالحة

 

سهام الدغاري | ليبيا

 

(هذا نص شرير عليكم أن تشنقوه بِشَعرة)

يقولون بين الخير والشرّ شعرة

لطالما راودني السؤال

ما شكل هذه الشعرة؟،،، ما طولها؟،،، مالونها؟

فلربما سأتخذها مَطيَّة تُقلني نحو عوالم الشرّ

هناك حيث لا نساء يُضرمن النار في رؤوس أصابعهن

وهن يزدردن الوجع ويبتسمن بمثالية

مُدَّعيات أنهن أمهات صالحات

ولا زوجات يعملن طيلة اليوم كمكوك حائك

وينتظرن المساء بشغف ليؤثثنه بالشموع وقمصان النوم الخليعة

وبعض من الحب المصطنع لإرضاء رجالهن

ولا أبناء متذمرين قبل أن يولدوا وبعد الولادة وحتى الموت

ولا صديق بثلاثِ أذرع يحتضنك باثنتين وبالثالثة يحفر لك قبراً

في تلك العوالم سأكون امرأة؛

برأس أفعى ومخلب ذئبة ونيوب لبؤة،

امرأة لا تأبه لذكر ولاتستنفد عمرها في المطالبة بالمساواة به

وكأنه هو "الفورما" الأمثل الذي يجب أن تُقاس عليها كل الأشياء

هناك لن يطلقني زوج أحمق فقط لأنني لا أجيد الطبخ ولم أُقبِّله الليلة الفائتة بشهية أكبر

ولن يحدجني ابنٌ بنظرة تخبرني بأن والدة صديقه ديمقراطية أكثر،

 فقط؛ لأنها سمحت له بتناول لوح "الشوكولا" بمفرده ومشاهدة فيلم إباحي رخيص

ولن يدُسَني شاعر أبله بين أبيات قصيدِهِ حتى لاتقرأني زوجته فتعاقبه بالطرد من مخدعها

هناك فقط سأكون أنا

أنا

أنا

بسوطٍ من سعير.

أجلد كل الخير وأحيا.

تعليق عبر الفيس بوك