لندن - رويترز
يتجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى الانتخابات المقررة الخميس المقبل متصدرا استطلاعات الرأي العام؛ وإن كانت بعض الاستطلاعات تشير أيضا إلى أن فرصه للفوز بأغلبية برلمانية ربما لا يمكن التكهن بها.
وأشارت 4 استطلاعات للرأي إلى تقدم حزب المحافظين بزعامة جونسون على حزب العمال المعارض بفارق يتراوح بين ثماني نقاط و15 نقطة قبل خمسة أيام من الانتخابات التي ستجرى في 12 ديسمبر. وأظهر استطلاع أجرته مؤسسة يوجوف لصالح صحيفة صنداي تايمز أن حزب المحافظين عزز تقدمه على حزب العمال قليلا إلى عشر نقاط.
وقال المحرر السياسي لصحيفة صنداي تايمز تيم شيبمان على تويتر إن نسبة التأييد للمحافظين استقرت عند 43 في المئة بزيادة نقطة واحدة في حين ظل حزب العمال دون تغيير عند 33 في المئة. وشمل استطلاع يوجوف 1680 شخصا وأجري يومي الخامس والسادس من ديسمبر. وأضاف أن حزب المحافظين في طريقه للفوز بالأغلبية في البرلمان. وقال شيبمان إن استطلاعا لمؤسسة داتا براكسيس توقع حصول المحافظين على 344 مقعدا مقابل 221 مقعدا لحزب العمال.
ومن جانبه حذر رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أنصاره من الرضا عن الذات قبل الانتخابات العامة المقررة في 12 ديسمبر والمرجح فوزه فيها قائلا إن السباق لم ينته بعد. وأضاف في كلمة في إطار حملته الانتخابية ”نحن الآن في الشوط الأخير من هذا السباق والذي يمكن فيه للخيول بالطبع تغيير أماكنها.. لم نصل إلى هناك بعد ولا تنسوا ما حدث في 2017. هذه انتخابات تتسم بالمنافسة الشديدة".
وتظهر استطلاعات الرأي تقدم جونسون على حزب العمال المنافس. وفي عام 2017 كانت الاستطلاعات تتوقع فوز المحافظين بزعامة رئيسة الوزراء آنذاك تيريزا ماي بأغلبية كبيرة لكن انتهى الأمر بخسارة الحزب أغلبيته البرلمانية بعد تعثر حملته.
وفي سياق آخر، قال مصدران لرويترز إن مسؤولي الأمن الإليكتروني البريطاني يحققون فيما إذا كانت الوثائق التجارية البريطانية الأمريكية السرية التي نشرت على الإنترنت قبل الانتخابات التي ستجرى الخميس تم الحصول عليها عن طريق القرصنة أم تم تسريبها. وبالإضافة إلى المخاوف من إمكانية أن تكون روسيا تتدخل في انتخابات دولة غربية أخرى، أثار كشف الوثائق السرية تساؤلات عن أمن المناقشات الحساسة بين الولايات المتحدة وواحدة من أقرب حلفائها.
وسارع حزب العمال البريطاني المعارض إلى الاستفادة من الوثائق قائلا إنها تظهر أن حزب المحافظين الذي يتزعمه رئيس الوزراء بوريس جونسون يخطط لبيع أجزاء من هيئة الصحة الوطنية البريطانية المملوكة للدولة في المحادثات التجارية التي يجريها مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وكرر جونسون نفي هذا الزعم بينما قال الرئيس الأمريكي في الأسبوع الماضي إنه لن يهتم بهيئة الصحة الوطنية حتى إن قدمت له على ”طبق من فضة“ على الرغم من قوله في يوليو تموز إن هيئة الصحة الوطنية ستكون على الطاولة في المحادثات التجارية.
ويساعد مركز الأمن الإليكتروني الوطني البريطاني، وهو جزء من وكالة مخابرات بريطانية، الحكومة في التحقيق في كيفية وصول الوثائق إلى العامة. ورفض المركز التعليق على التحقيق.
وقال المصدران لرويترز إن أحد جوانب التحقيق هو تحديد ما إذا كانت الوثائق تعرضت للقرصنة. وقال أحد المصدرين مشترطا ألا ينشر اسمه بسبب الطبيعة الأمنية الحساسة للتحقيق "من الواضح أن هناك مؤشرات تذهب إلى أن هناك ما هو أكثر من لا مبالاة أو شخص ساخط وراء ذلك".
وقال مصدر ثالث إن التحقيق يتطرق إلى ما إذا كانت الوثائق قد سربت من داخل المملكة المتحدة. وذكرت رويترز في الثاني من ديسمبر أن الطريقة التي نشرت بها الوثائق للمرة الأولى في موقع ريديت للتواصل الاجتماعي ثم تم ترويجها على الإنترنت تماثل بالفعل حملة تضليل تم الكشف عنها في وقت سابق من العام الجاري. وقال موقع ريديت إن التسريب متصل بحملة تضليل روسية سابقة. ونفى الكرملين الذي يقول إن الغرب لديه مشاعر مناهضة لروسيا أنه يتدخل في شؤون الديمقراطيات الغربية.