- 2,2 تريليون دولار مساهمة متوقعة في الاقتصاد العالمي على مدى السنوات الـ 15 المقبلة
-اتفاقيات لتأجير الأبراج ومُشاركتها بين مشغلي الاتصالات لرفع كفاءة البنية التحتية القائمة
الرؤية – نجلاء عبدالعال
هي ليست ثورة عالمية فحسب؛ إنما ستمثل فاصلاً بين ما قبلها وما بعدها. إنها شبكة الجيل الخامس التي تعمل دول العالم على قدم وساق لاستقبالها. وكما لم يعد الإنترنت أو أجهزة الحاسب الآلي ترفا أو قصرا على دول غنية أو متقدمة فإن شبكة الجيل الخامس ستفرض نفسها عاجلا لمن يستعد وآجلا لمن يعتقد أنه في غنى عنها، لكن الفارق بين العاجل والآجل سيكون في مضاعفة فواتير التكلفة وفقدان ثمار القطاف الأولى.
وبحسب التقارير الحديثة؛ من المتوقع أن تستفيد المجتمعات والشركات في جميع أنحاء المنطقة من زيادة الاتصال، إلى جانب إمكانيات لا تعد ولا تحصى تقدمها الحلول القائمة على إنترنت الأشياء، على غرار المركبات ذاتية القيادة، والتصنيع الآلي، وتعزيز سلسلة التوريد، وغيرها الكثير من الإمكانيات الواعدة. ومن أجل تحقيق الاستفادة القصوى من الإمكانات الحقيقية لشبكات الجيل الخامس، فإنه بات من الضروري على مشغلي شبكات الهاتف المحمول الاعتماد على نماذج أعمال تتسم بالمرونة وتسخر زخمها الكامل من خلال التعاون مع شركات أبراج الاتصالات.
وجاء في تقرير أعدته شركة "آي إتش إس تاورز" أن الثورة الصناعية الرابعة" تمضي قدماً بوتيرة متسارعة، الأمر الذي يبرز في تحقيق المزيد من الابتكارات والإنجازات غير المسبوقة في عدد من المجالات الحيوية، مثل الذكاء الاصطناعي (AI)، والمدن الذكية، وإنترنت الأشياء (IoT)، والتي من شأنها أن تحدث تحولاً جذرياً في كيفية عمل المجتمعات، وتدفع عجلة التنمية الاقتصادية، وتدعم المخططات الرقمية للدول، وتساهم في خلق عالم أكثر اتصالاً.
ويعد تمكين الجيل الخامس من شبكات الهاتف المحمول (5G) أحد العوامل الرئيسية المؤدية لهذا التحول، وبفضل السرعة الفائقة التي تصل إلى 100 مرة أسرع من شبكة الجيل الرابع الحالية 4G LTE إضافة إلى الموثوقية العالية وتقنية الاتصال من جهاز لآخر (M2M) ومتطلبات الطاقة المحدودة، فإن بدء تشغيل شبكات الجيل الخامس يبشر بعصر جديد في عالم الاتصال المحمول. وتتفوق شبكات هذا الجيل على قدرات الأجيال السابقة عن طريق توفير سرعات لا تضاهى؛ تتيح سرعة اتصال غير مسبوقة في زمن محدود جدا لا يمكن ملاحظته ما سيمكن الشبكات من دعم الخدمات والتطبيقات الجديدة بشكل كلي، والتي يمتاز الكثير منها بقدرتها على تحسين نوعية الحياة بشكل كبير في جميع أنحاء العالم.
ووفقاً لرابطة النظام العالمي للاتصالات المتنقلة، من المتوقع أن يتم تشغيل أكثر من 1,2 مليار قناة اتصال عبر شبكات الجيل الخامس (5G) على مستوى العالم بحلول عام 2025. ولمواكبة الزيادة المستمرة في حركة المرور وتقديم نطاق ترددي أعلى، تتطلب تقنية 5G كتل أكبر من الطيف المستمر ونطاق ترددي. لذلك، بات من الضروري نشر أبراج الاتصالات بشكل أكبر في أي سوق اتصالات يسعى إلى تشغيل شبكات الجيل الخامس، وهو السبب الذي يدفع شركات الأبراج المستقلة (Towercos) إلى دخول هذا الإقليم.
ومع توقع مساهمة تقنيات شبكات الجيل الخامس في لاقتصاد العالمي بمبلغ 2,2 تريليون دولار على مدى السنوات الـ 15 المقبلة، من الضروري أن تضمن الحكومات ومشغلي شبكات المحمول (MNOs) وجود البنية التحتية السليمة للاستفادة من الفرص الهائلة التي تلوح في الأفق. نجحت شركة "آي إتش إس تاورز" وشركات الأبراج الأخرى في التغلب على التحديات التي تواجه الأسواق الناشئة من خلال مواكبة نموذج خماسي الأبعاد، تشمل مشاركة الأبراج والمواقع، اتفاقيات التأجير، إنشاء المواقع الجديدة، الاستحواذ على وإعادة تأجير أبراج الاتصالات القائمة، تقديم حلول التغطية الذكية وتوزيع الهوائيات داخل المباني إضافة إلى ربط الأبراج بشبكة الألياف الضوئية.
وبالنظر إلى العدد الكبير من الأبراج المطلوبة للتشغيل الفعال لشبكات الجيل الخامس، فإن الخطوة المنطقية لجعل ذلك ممكناً وفعالا استخدام البنية التحتية القائمة حاليًا. ويمكن تحقيق ذلك من خلال اتفاقيات تأجير الأبراج ومشاركتها من قبل مشغلي الاتصالات الآخرين لرفع كفاءة استغلال الأبراج القائمة حالياً، مع تركيب معدات إضافية عند الحاجة لتحسين قدرات الشبكة الخاصة بهم. غير أن الحالات التي لا تتوفر فيها خيارات المشاركة، يتطلب الأمر إنشاء أبراج جديدة تماماً، كما يمكن إنشاء حلول الشوارع الذكية أو الشبكات اللاسلكية الداخلية (IBS).
ومع قرابة عقدين مكللين بالنجاح من خلال دعم وتطوير البنية التحتية للاتصالات في الأسواق الناشئة في جميع أنحاء العالم، تكرس شركة "آي إتش إس تاورز" وشركات الأبراج المستقلة الأخرى جهودها لتقديم حلول متطورة تدعم الاحتياجات المتنوعة للحكومات ومشغلي شبكات الهاتف المحمول. وتعد شركات أبراج الاتصالات المستقلة الآن في الوضع الأمثل للمساهمة في تطوير البنية التحتية لشبكات الاتصالات من خلال التوسع وانتشار الشبكات لتُغطي مساحات جغرافية أوسع، كما وستستمر بمواصلة البحث عن طرق جديدة لدفع عجلة انتشار شبكات الجيل الخامس في أنحاء منطقة الشرق الأوسط وخارجها.
