عن فلسفات علم الاجتماع!

 

"إن التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار، ولكن في باطنه نظر وتحقيق". ابن خلدون

 

يوسف عوض العازمي

alzmi1969@

 

 

علم الاجتماع إن أردته علمًا للتاريخ والتحليل التاريخي فهو قريب، وإن توقعت أنه شيء من الفلسفة فقد وصلت إلى أحد أبوابه، هوعلم يصف حياة الإنسان وماهيتها وعقلية الإنسان، وماهي طبائعه، ومستقبل الفكر الإنساني، حتى فلاسفة علم الاجتماع قاموا بدراسة جوانب التشابه والاختلاف بين العلوم الاجتماعية والعلوم الطبيعية، كما اهتموا بدراسة العلاقات السببية بين الظواهر الاجتماعية، بالإضافة إلى كيفية وضع القوانين المنظمة للمجتمع.

ومن تعريفاته أنه دراسة علمية للسلوك الاجتماعي للأفراد على حد سواء، والأساليب التي ينتظم بها المجتمع باتباع خطوات المنهج العلمي، وهو توجه أكاديمي جديد نسبياً تطور في أوائل القرن التاسع عشرِ ويهتم بالقواعد والعمليات الاجتماعية التي تربط وتفصل الناس ليس فقط كأفراد، لكن كأعضاء جمعيات ومجموعات ومؤسسات، كذلك يهتم بسلوكنا ككائنات اجتماعية؛ وهكذا يشكل حقلا جامعا لعدة اهتمامات من تحليل عملية الاتصالات القصيرة بين الأفراد المجهولين في الشارع إلى دراسة العمليات الاجتماعية العالمية. بشكل أعم، علم الاجتماع هو الدراسة العلمية للمجموعات الاجتماعية والكيانات خلال تحرّكِ بشري في كافة أنحاء حياتهم. هناك توجه حالي في علمِ الاجتماع لجَعله ذي توجه تطبيقي أكثر للناس الذين يُريدونَ العَمَل في مكانِ تطبيقي.

لطالما أحببت القراءة في علم الاجتماع، لأني أحببت قراءة كتابات ابن خلدون، وتجلياته في وصف الحقائق الحالية قبل قرون، حيث يتنبأ بها وكأنه يعيش بيننا، فقد كتب ابن خلدون كلمات خلدها التاريح، وأعتبر كأحد مؤسسي علم الاجتماع، وخاصة في كتابه الشهير مقدمة ابن خلدون، ومما قرأت عن علم الاجتماع السياسيّ وهو يهتمّ بدراسة تأثير المتغيّرات الاجتماعيّة في تشكيل السلطة السياسيّة وتقدُّم أنظمة الحُكم.

كذلك قرأت وتأثرت بالعراقي العجيب عالم الاجتماع المعاصر علي الوردي الذي كانت كتاباته مثيرة للجدل ومن كلماته التي لا أنساها"المجتمع الذي ينكر وجود مرضٍ فيه هو كالمسلول الذي ينخرُ المرضُ في رئتهِ وهو يأبى أن يستمع إلى ما ينصحه به الطَّبيب".

من يهتم بالاجتماع قطعا فقد تعرف على التاريخ والأنثروبولوجيا (علم الإنسان) لأن هناك رابطا لايخفى على الباحثين ذوي الصلة بين الاجتماع والتاريخ والفلسفة والسياسة وكذلك كما أسلفت الأنثروبولوجيا، من يدرس علماً من هذه العلوم الإنسانية لابد أن تتشكل لديه معرفة ولو من بعيد ببقية العلوم المذكورة، لأن كل منها يكمل الآخر.

 

 

تنويه هام :

 

للفائدة، ونظرا لاحتياج المقال لعدد من التعريفات العلمية، وبعض المصطلحات ذات الصلة، فقد تم اقتباس أكثر من عبارة من بعض المواقع الإلكترونية المعتمدة.