تعالَ نخذلُ الانتظارَ

 

سهام الدغاري| ليبيا

 

بلغَ فيك الصمتُ حدَّ اللاصمت

حدَّ أقاصي الكلمات

حدَّ أعالي الضجيج

وأنا التي كنتُ أبحثُ لي عن مخبئٍ وراء قصائدِك

حين قُلتَ في قرارة صمتِكَ

دعينا نحررُ الحبَّ كي لا يذبل ويموتَ

ولكني ما فتأتُ أتبعُ ظلك

أغرق معه في كلمةٍ

أرافقه إلى أبعدِ ما تكون

ويرافقني إلى أقربِ ماكنت

 

يا جمرة الحنين في خافقي

الحكايةُ...

أكبرُ من أنْ تُسكبَ على بياضٍ

الحكايةُ...

نطفةُ رميتُها أنتَ بطريقةٍ كافيةٍ جداً لإيلامي

وسقيتها أنا بطريقةٍ كافيةٍ جدًا لتنمو

حين كنتَ تعبثُ بنهاراتي

وكنتُ أربِّي السَّهر في ليلِ عينيك

الحكايةُ..

هي أًحبكَ عاريةً/ مجردةً من كل زيف

يفصلها عن قلبِك مائةُ جدارٍ

وتستقرُّ في قلبي بعمقِ مسافاتِ الوجع

أحبكَ أدثِّرُها برجسِ الانتظارِ

وتطعمُها أنتُ لإحباطاتِ القدرِ

 

الحكايةُ لن نورِقَ أبدًا

ونحنُ نستظلُ بخريفِ الكلماتِ

ونعيشُ بفرضيةِ أنَّ الموتَ مندسٌ في فأسِ حَطَّابٍ

لن نورِقَ إذا ما سلكنا طريقًا مبللًا

وآمَنَّا بإمكانية الوصولِ

 

يا كلَّ الهزائمِ التي تساقطت تباعًا

يا مبتدأَ الحكايةِ

يا منتهى الحكايةِ

يا كلَّ الحكاية

تعااااااال نخذلُ الانتظارَ بأنْ نلتفَ من خلفهِ

ونلتقي..

تعليق عبر الفيس بوك