علي العكيدي | العراق
لغةٌ معَطَلَّةٌ وَشِعرٌ حَائرُ
ومَطالِع ٌلم تكتَملْ وخَواطِرُ
//
وجَفافُ قافيةٍ تُراوِدُ بِئْرَها
وعَلى مَداخِلها سَحَابٌ عَابِرُ
//
مِنْ أينَ تَبْتَدئُ القَصِيدَةُ عرْضَها
والأبجَديَّةُ فِي السّطُورِ تُحَاذِرُ
//
ومُحَاوَلاتٌ لاسْتعَادَة ِ غائِب ٍ
طفْلُ القَصِيدةِ ِخائفٌ ٌوَمُحَاصَرُ
//
قَلمٌ خَجول ٌفي يَدٍ مُنْصَاعَةٍ
تُمْلى عَليهَا في الخَفَاءِ أوَامِرُ
//
بيْنَ القُصَاصَات ِالكَثِيرةِ مَطْلعٌ
طَرحَ الحَقيقَةَ والرُّؤى تَتَواتَرُ
//
هَذا رسُولُ الله ِأعْظَمُ كائنٍ
في مَدْحِهِ مَاذا يَقُولُ الشّاعِرُ؟؟
//
لا الشَّرحُ لا الإيْجازُ يبْلغُ قَدْرَهُ
لن تَبْلُغَ الفَضْلَ العَظِيم َ دَفَاتِرُ
//
لن تنْجَحَ الكَلمَات ُفِي تِبْيانِها
مَهْما تُصَعِّد نَبْضَهَا وتُكابِرُ
//
فالشِّعر ُفِي كلِّ الأُمُورِ مُحَلِّقٌ
إلاّبمحْرابِ النُبوّةِ قَاصِرُ
//
غَارٌ وَصِدّيْقٌ وعُشُّ حَمَامَةٍ
والعَنْكبُوتُ مَع الخُيوطِ يُناوِرُ
//
طُرُقُ المَدِينةِ أشْرَقَتْ بخُطَاهُمَا
وَعَلى مَداخِلها تَلُوحُ بَشَائِرُ
//
الرَّحْمةُ المُهداةُ يَصْنعُ عَالمَا ً
جَمَعَتْه فِي أرْضِ السَّلامِ أَوَاصِرُ
//
المُصْطَفَى الهَادِي يَشُّقُّ طَرِيقَهُ
مَا أوقَفتْهُ مَصَاعِبٌ وَمَخَاطِرُ
//
وَمُرافَعاتُ العَدْلِ تَفْرِضُ نفْسَها
كي لا يَسُودَ الكَونَ حُكْمٌ جَائِرُ
//
الحُبُّ قَانُونُ التَّعايُشِ لم تَعُدْ
للبُغْضِ في طُرُقِ القُلوبِ مَحَاوِرُ
//
مَنظُومةُ التّاريخِ تتبعُ ظلّهُ
وتَشُعُّ منْ خُطُواتِهِ وَتُجَاهُرُ
//
فوقَ الجِباهِ السُّمرِ تكْتب ُ مَطْلعاً
مُحمّدٍ .. ولّى الزَّمَانُ الغَابرُ
//
وأتَى زَمَانٌ فِيهِ تُرْفَع ُرايةٌ
للحُبِّ في كلِّ القلوبِ تُسافِرُ
//
ويعُودُ للحَقِّ المُضَاعِ زمَانُه
وتُساقُ للحقلِ المُبادِ بيَادرُ
//
عبَثاً تُجرّبُ حَظّها في وصْفهِ
مِسْكينة ٌهَذي الحُروفُ تُغامِرُ
//
هذا الذِي سَبق َالعَبادَ بخُلقِهِ
وبفضلهِ عادَ السّحابُ المَاطرُ
//
بَركاتُه ُحلّتْ فأحْيتْ أمّةً
وتبارَكتْ في العالمِينَ مَنابِرُ
//
ما قَاله ُالشعراء ُيبْقَى عَاجِزاً
ماذا سَيكتُبُ ُبعْدهُ المُتَشَاعِرُ
//
هذا مؤسِّسُ دَولةِ الحُبِّ التّي
ما حدّدتْها أبْحٌرٌ وَسَواتِرُ
//
رَجُلٌ بحَجْم ِالأرْضِ مَدخَل ُقلبِهِ
ونَمَتْ بخُضْرَةِ راحتَيهِ حَواضِرُ
//
هَزَمَ الظلامَ فما تَطاوَلَ مَرّةً
منْ بعْدِ أنْ أقْصاهُ نُورٌ غَامِرُ
//
بِصِفاتِه كانَ التَّفَرّْدُ حاضِراً
وَأوَائِلٌ شَهِدُوا لَه وَأوَاخِرُ
//
وجْهٌ لأحْزانِ البَسِيطةِ مَاحِقٌ
قَلبٌ بِسُلطَانِ المَحَبَّةِ عَامِرُ
//
مِيمٌ فحَاءٌ ثم َّمِيْمٌ شُدّدتْ
دالٌ بختمِ محمّدٍ تَتَفاخَرُ