لنبني الوطن بسواعدنا

أفلح بن عبدالله الصقري

 

قد يعلم الجميع أن بناء الوطن يحتاج إلى سواعد مخلصة تدرك حجم الأمانة المُلقاة على عاتقها فمثله كمثل بناء المنزل يبدأ بالتخطيط ثم الخارطة ثم الحفر فالطوب، حتى يصل إلى مراحل الجاهزية خطوة تلو الأُخرى، كذلك هو بناء الوطن على نفس النهج يمر بمراحل بداية من التربية السليمة والعلم ثم العمل انتهاءً بالبناء المُكتمل الأركان.

إنَّ السواعد الشابة التي يُعول عليها اليوم لبناء الوطن هي ذاتها من تربت ودرست وسهرت وواصلت الليل بالنهار للوصول إلى تحقيق الطموح الذي ترى من خلاله وطناً مُتماسكاً، مُترابطاً بنسيج واحد ينهض أمام أعينها حتى يكون حديث العالم أجمع، ويكون حديثاً يقدم في وسائل  الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي يفخر به الصغير قبل الكبير، ورمزاً من رموز العز والمجد.

وحيثما يتواجد المواطن نرى الاستقرار فالوطن للجميع دون تدخل خارجي وذلك الاستقرار لا يأتي إلا بالجهود وتقديم المشورة والتشاور بين مُختلف الفئات ومن إنتاج سواعد البلد فنرى المِهن والوظائف يتمسك بها أبناء وبنات الوطن وفي مختلف المجالات التربوية والصحية والإدارية والعسكرية.

إنَّ مراحل البناء التي ذكرناها آنفاً تتخللها كثير من التحديات والعوائق ولا يمر سطر في الحياة دون نقطة أو فواصل بينها، ولكن بالتكاتف وكسر الإحباط ومواصلة الإرادة يتحقق المطلوب، وتكتمل المسيرة، وينهض الوطن، ولنا أمثلة كثيرة في الدول المتقدمة والتي اعتمدت اعتماداً كُلياً على سواعد بلادها في مراحل البناء الأولـى وحتى اليوم فلا نجد العامل الخارجي يدخل في الصراعات المحلية أو يتحكم في السوق المحلي ولا حتى يتقدم طوابير البناء ، فهل رأيتم الأسمنت يتقدم رص الطوب..؟ هكذا هم أبناء الوطن تنبني مسيرة الخير بسواعدهم وسلاحهم العلم والعمل لخير ومصلحة أجيال المستقبل ومن يأتي بعدهم.

نعم نحنُ أبناء هذا الوطن الطيب المعطاء، سنبني وطننا بسواعدنا فنحن قادرون ما كان سلاحنا العلم وطموحنا اعتلاء القمم، متى ما أُتيحت لنا الفرصة ولن نُفرط فيها وسنتقدم إلى الأمام مُلبين النداء، عازمين على البناء معتلين السماء، ولنكن مِعول بناء لا مِعول هدم ولنُحافظ على ما بناه أجدادنا السابقون ونواصل ما توقف هم عنده.