جذور الطينْ

وسام عبد الحق العاني| العراق

 

نَفْسٌ بشرنقةِ اغْترابٍ عالِقَهْ

تَرْنو إلى وطنٍ بقَبْضةِ مَشْنقَهْ

//

كالظلِ تهربُ من هَجيرِ غيابِها

لِتَلُوذَ في أَحضانهِ وتُعانقَهْ

//

حوريةٌ طالَ انْتظارُ أميرِها

فهَوَتْ على جُرفِ الخُرافةِ مُرهقَهْ

//

تركَتْ جذورَ الطينِ في قَسَماتِها

لِتَظلَّ في الأرضِ الغريبةِ مُورِقَهْ

//

هِيَ والعراقُ مُهاجِرانِ تَقاسَما

ذُلَّ المَنافِـــيَ والحدودِ المُغْلقَهْ

//

بالسرِّ يلْتَقِيانِ تحتَ قصيدةٍ

تَمشي لِحَضْرتِها القوافيَ مُطرقَهْ

//

شَرْخانِ في جسَدِ الخريطةِ فيهما

البوحُ أخرسُ والمَواجعُ ناطِقَهْ

//

يَتباعدانِ وللْمدامعِ نزفُها

ما ينزفُ المسمارُ تحت المِطرقَهْ

//

منْ كانَ جذراً في العراقِ فحَظُّهُ

كُلُّ البلادِ على فُروعِهِ ضَيّقَهْ

//

أَعِراقُ منْ يَلغي المسافةَ بينَنا؟

ويُعيدُ للطينِ المُهاجرِ روْنَقَهْ

//

أشتاقُ يا ويحَ اشْتياقِيَ إنْ بَدا

طيفاً .. على ورقِ القصيدةِ أحْرَقَهْ

//

أنَا زورقٌ ملَّ الرُقودَ بجُرفِهِ

فَمَتى سيحضُنُ موجُ شطِّكَ زورقَهْ

//

وأَنا العراقيُّ الذي نبَضاتُهُ

منْ قبلِ بابلَ في أَساكَ مُعلّقهْ

//

ودَمٌ حُسينيٌّ يُعفِّرُ أحْرُفي

فَتَرى القصائدَ في المَواجعِ غارقَهْ

//

ما للنوازلِ تشتهيكَ؟ أَمَا لَها

يا أوّلَ الدنيا سواكَ لِتَحْرقَهْ؟

//

تَرَكَتْكَ كالصقرِ الجريحِ وحولَهُ

أسرابُ غربانٍ تحلّقُ ناعقهْ

//

للخوفِ غاباتٌ بأرضِكَ عمّرتْ

ويَداكَ في قَيْدِ الفَجيعةِ مُوْثَقَهْ

//

وتبعثرتْ أَزهى قوافلِ عُمرِنا

صُحفاً عَلى دربِ اللّجوءِ مُمَزّقَهْ

//

ويْحَ الخيانةِ وهْيَ تغرزُ نصلَها

وتقيمُ للشرفِ الرفيعِ مَشانِقَهْ

//

لا ضوءَ في نفقِ العراقِ وبعضُهُ

يختارُ في صفِّ الأعاجِمِ خندقَهْ

//

قُمْ يا كبيرُ ورُدَّها .. فَإِلى متى

للغدرِ كفٌّ في فضائِكَ مُطْلَقهْ؟

//

جزعتْ دروبُكَ منْ نزيفِ صغارِنا

ظلماً ولم تتعبْ نصالُ التفرقهْ

//

قُمْ رُدَّنا صوبَ الفراتِ سَنابلاً

خُضراً تُعانقُ في جبالِكَ زنبقهْ

//

قُمْ رُدَّ للعَرَبيّ سمتَ عقالِهِ

ولسيفِ عنترةَ القديمِ تألّقَهْ

//

لِتعودَ عَبْلةُ في القبيلةِ حُرّةً

بجَدائلٍ بين السحابِ مُحلِّقهْ

//

وتعودَ بغدادُ الجمالِ مَجرّةً

تزدانُ في يدِها الكواكبُ مُشرقهْ

//

سأظلُّ أرقبُ من سحابِكَ واثقاً

برقاً يُحضِّرُ للقيامةِ بيْرَقَهْ

تعليق عبر الفيس بوك