لا يُضاهي هذا الوطن غير الله يا صديقي

 

عادل الكلباني | سلطنة عُمان

 

 

إلى "عادل الكلباني كوطن حزين أيضا".

1

قُد قميصي مرتين

منذ عرفتك يا وطن

مرة من أمامي

حين كان الأصدقاء

يُشعلون أحلامهم

يروضون ما تبقى

من الخلاص لك

فباغتتهم

ثلة من الأولين

وثلة من الآخرين

أحرقوا أحلامنا

ومضوا غير آبهين

بماتركت قسوتهم

من أثر

أثر في الصدر يا وطن

وأثر في الجبين

ومرة قُدَّ من ورائي

اصطفوا

واحداً

واحداً

يشحذون خناجرهم جيداً

لئلا يتركوا

ؤمن

بك

يؤنبهم

بما اقترفوه

يوسف أنت/ يا وطن

يوسف أنت

شوهوا جمالك

وتركوا

لنا

حزن يعقوب..

والمجد لك..

 

2

حين يكون الوطن كالكرة ليس غير اللص من يُجيد تسديد الهدف.

3

يُفكر في الرشوة التي لم يتقاضها كاملة/ وهو يفرش سجادته للصلاة.

4

الإمام يبكي بمرارة إذا مرَّت علية آية فيها العذاب الشديد.

الإمام يزفر أحزانه حتى تُخضب لحيته الدموع..

في الصباح...

كان المبلغ الذي تم تحويله منذ شهر لليتامى على حاله في رصيده حتى بكاء آخر.

5

العبد لسيده:

ياسيدي يقولون إن الخمر حرام..

ابتسم الملك بسخرية حتى بانت نواجذه المخضبة بالنبيذ رفع كأسه صوب عبده الذي حدثه قبل قليل:

ويقولون أيضاً إن لحم النساء الجميلات حرام..

فضجَّ المجلس بالضحك والقهقهات..

6

  • ماذا تفعل؟

- أُضيف في الفاتورة ثلاثة أضعاف عن المبلغ الذي اشترينا به البضاعة..

- ألا تخش القانون والسجن؟

- ثلاثة أضعاف ياصديقي الأبله/ لهذا القانون وسجانيه..

7

يستغفر الله إذا قرأت شعري في الغزل/ يستغفر الله إذا ذكرت حُسنها الأخاذ المتدفق كنبع البراري

يستغفر الله حين أغُني وأرقص وأتمضمض باسم الحبيبة

ولا

يستغفره

حين يأكل السُحت ويشتم النساء بغير حق ويكفر الناس

8

ماذا أفعل بالمطبلين كي يعلموا بأنني رجل لا يُجيد التصفيق؟

اليد اليمنى رحلت مع أبي حين مات والأخرى مازلت بحاجة إليها لأحضن بها أمي..

9

ما أعلمه أن أبي كان حراً لم يشتره أحد من سوق النُخاسة / لأُطبل كالكاذبين وألثم أيدي الملوك كالعبيد/ اللهم موتاً كموت الأحرار.

10

كل الذين عرفتهم تلاشوا في الضباب عدا وجهك/ يا أبي...

11

هذا الغروب يُذكرني بك أتقنت غيابك جيداً /وتركت الحلم كسماء من الدمع تنفثها الغمامة

12

كم سيجرحني المطر إذا أقبل هذا المساء بدونك..

13

كن على ثقة/ بأنك لن تُقتل إلا بنيران صديقة

14

ترفعون أيديكم إلى السماء وفي  قلب كل منكم ربهُ الخاص/ يا إلهي ما تفجرت صخرتكم/ دمعاً ولا ماء..

15

أيها المتحدث باسم الله كثيراً/ هلا أخبرتني - أيها الملاك - أين أجد هذا الله الذي تقحمه دائما في نصرك وهزائمك لتكون رقمه الصحيح في كل معادلة؟

16

كثيرون كانوا أصدقائي /كثيرون/ مع الأيام أسقطهم في الغربالِ/ قلت لأنظر من يبقى منهم فلا تُسقطه الثقوب/ سقطوا كالقطراتِ/ واحداً/ واحداً/ وعدت/ كما خُلقت أول مرة/ وحيداً كاليتيم.

17

أحيانا نرتطم بزلزال يُعيد إلينا الرُشد كي نكمل الطريق بلا أقنعة.

18

ماعدت أخشى شيئاً عدا من هؤلاء الأصدقاء الذين ينتظرون لي الخطأ لأسقط ..

سكاكينهم مشحوذة للذبح

والفرحة تفيض/من صدورهم كالصديد

19

نحتاج أحيانا من بعضهم  إلى طعنة الغدر كي يتدفق جرح لم نتوقعه..

ونمسح صورهم من القلب كشفاء.

20

على من ينوي الخلاص مني أن يشحذ خنجره جيداً أو يتأكد أكثر من مرة  أن الطلقة لن تخطيء الهدف أبدا فأنا لا أحب العذاب وتوسلات الرحمة.

21

كان أبي لا يُحب الهديل

لكن اليمامات

عرفت كيف تقرأ

الحنين

في

غيابه

22

كان المطر أول من يبلله

في البلاد

نخلة

أبي

23

أفتني يا أبي في رجل يداوي الجرح بالشوك

يُشفيه الحزن

ويُطربه البكاء

وما نسج من الذكريات

أوهن من بيت العنكبوت

24

كان أبي يقول لي في الحلم

لا

تنس

أن تبكي

قليلاً

على

من

أضاعك

من

قلبه

كم سأبكي يا أبي....؟

كم سأبكي...............؟

كم...........................؟

25

أفتني يا أبي

في وطن كلما شعر أن المطر على وشك السقوط

التحف

بصحرائه

خشية

البلل

أيها الوطن كنبي

رغم كثرة

الخناجر

في

صدرك

يُبهجك

الفرح

26

ما أكبر المحاكم!..

وما أصغر العدل !

27

.. مصيبتنا كعرب أن الكل يتحدث عن الله/شعوب بأكملها تتكلم عنه بالوكالة/ يكتبون باسمه/ ويسرقون باسمه/ ويسجنون باسمه/ ويقتلون باسمه/

اللص يُحاضرك عن الأمانة

والسافل عن الفضيلة

والمستبد يُكلمك عن وطن جميل..

ورجل الدين كالمزاد

الله في عُرفه ربح أو خسارة

أبحث عن وطن الله/ أسكنه ويسكنني/ ولقد بلغت من الكبر عتيا ولم أصل لهذا الوطن بعد...

سيقول الأدعياء: ابحث عنه في قلبك ..

وهل بقي قلب لم يثخنه الأوصياء على الله بكل مهانة..؟

28

في طريقك إلى رفع شعاراتك الوطنية التي صدعت بها الناس

لا تنس أن ترفعها بيد نظيفة 

29

كانت جدتي توصيني بالصلاة ومحبة الذين يعرفون الله

مازلت أُصلي يا جدتي.....

وأبحث عن الذين يعرفون الله /لأحبهم.

30

لا تكلمني عن الله دعني أرى الله فيك.

31

ماذا بقي كي أقصص رؤياي- ياأبي -؟

الوطن

قسّموه

فيما بينهم

مثل

كعكة

العيد

الأحرار

فروا بجلدهم

صوب الموت

أو

المنافي البعيدة

والحب الذي ادخرته كرصيد

شوهته

الوجوه.

 

تعليق عبر الفيس بوك