د. بشر محمد موفق لطفي | سوريا
ووقفتُ عند الجسر أرقُبُ حالَه
قد شُقَّ فوق خدوده أخدودُ
//
دمعُ الحنين لثلةٍ قد ضمَّهم
بين الحنايا بالحنان يجودُ
//
لكنهم أهلُ الوفاء فدافعوا
عنهُ ليبقى بالنقاء يسودُ
//
قد أسقطوا المحتلَّ عنه ودمروا
كيلا يمُرَّ على الطَّهورِ حَقودُ
//
كيلا يدنسَه الدخيلُ بجيشه
لما يمُرُّ ومن وراه جنودُ
//
وسألته: مازلتَ تذكرُ فعلَهم؟
فاغرورقت عيناه وهو ودودُ
//
يا بشرُ تاريخُ الشعوب شهيدُهم
ولكلِّ شخصٍ فعلُه مشهودُ
//
وأنا أرى المختارَ صانعَ عزتي
وكأنه رمزٌ لها معقودُ
//
من بعد هذا كيف أنسى فعلهم؟
مَنْ أنكرَ المعروفَ فهو جحودُ
//
فأجبتُ: يا جسرَ النضا ل تحيةً
ممن يحبُّ وفاءَكم ويشيدُ
//
أغمضتُ جفني والخيالُ يطيرُ بي
شوقاً إلى المختار وهو رَقودُ
وسمعت صوتَ زئيره في قبره
وكأنه الزلزالُ حين يَميدُ
//
يا أيها الأحرارُ في كل الدُّنَى
إن الضعيفَ يعيش وهو وئيدُ
//
ما عاش مَن عاش الحياة بذلةٍ
إن العزيز عن الحياض يذودُ