أتأبط الغيم

 

سهام الدغاري| ليبيا

 

حين أهم بالكتابة

أجدني ألتهم نصف الفكرة

وأطعم النصف الآخر لقطتي الجائعة

والنتيجة قصيدة تموء من فرط خوائها

أعيد الكَرَّة

مثنى وثلاث ورباع

والحصيلة

حروف تتكتل لتختبيء بين طيات الورق

كنمل هارب من موتٍ شتائي مُحتَّم

***

 

لا أعلم

كم مرة هيأت نفسي للانزلاق بهدوء

وكم مرة أجدني أتأبط الغيم

لا دخل لهذا بالتسامي في الكيمياء

ما هذا سوى بحث يائس عن طريقة مُثلى للموت

الموت في الأعالي

فلست دودة لِأُوارى التراب

كما إنني لست بذرة لشجيرة بازلاء

ولن أطرح شعراً إن غاصت أقدامي في الطين

***

 

مجدداً

أرى الحرف يتنصل من الفكرة

ليسلك دروباً غير مُعبَّدة

وهناك

المتربصون كُثْر

ممن يستبيحون دم القصيد قبل أن يولد

ويحفرون للنص قبره قبل أن يتشكل

وهنا

أنا

أقيس بأصابعي مسافات الوهم

أنتظر ارتطامي المفاجيء بفكرة مُرَّة

لا تثير شهيتي ولا يسيل لها لُعابُ قِطتي.

تعليق عبر الفيس بوك