مزامير العبق

 

د. ريم سليمان الخش| باريس

 

وعاد ثغرك يتلو سورة العبقِ

يرتلُ الحبَ وعدا غير منعتقِ

//

وحبلُ وجدك معقودٌ على جسدي

يؤرجح النفس بين الشطِّ والغرقِ

//

قد عاد منغمسا في كلّ جارحةٍ

كالرعد عادَ ولا منأى من القلق!!

//

مازلتُ أنزفُ حين الودقِ راعشةً

بغيثك العذب غيرَ السمِّ لم أذقِ!

//

أ عادَ يغرسُ بين الطين إصبعه؟

يستعطفُ النبع فيضا جدّ مندفقِ!!

//

يستجلب الماء كي أبقى له حبقا

في الطين يركعُ بين الورد والحبقِ

//

تمرّغَ الوردَ في الخدين لحن شذى

وروضة الورد تخشى لعنة الودقِ

//

تخافك اليوم برقا منك مخترقا

فيترك الزهرَ بين الحرقِ والرهَقِ

//

أنْ عطرها الفن كلّ الفن تعشقه

وفن حبك محض الشك والنزق!!

//

مازال يمتهن الإيماء يرسمها

قوسا من السحر ممتدا إلى الأفقِ

//

فيها تلاقت طيور العشق ذات ضحى

لتملأ الكون تغريدا على النسقِ

//

لطائر الحب زلاّت بك اتحدت

هل ينقر القلب أخطاءً على الورق؟!!

//

منها الحروف لحدّ اليوم لاهبة

ياشمس قلبي باللعنات فاحترقي!!

//

مازلتَ تملك مافي النفس من رمقٍ

وتُطلقُ القلبَ غرّيدا إلى الشفقِ

//

وتسكب الوقتَ سكّيرا تنادمه

حتى يظلّ كمحمومٍ بلا رمقِ!!

//

مازلت يا خطأ الطفْرات محض ندى

وليس إلاك ياعربيدُ معتنقي!!

//

تُمجّد النارَ لاتخشى معابدها

تخزّن الجمرَ والنانرج للغسقِ

//

تُريدها الآن لم تُطْفأ حرائقنا

بألف بابٍ على الإحساس والأرقِ!

//

بألف نافذةٍ نشوى بأوردةٍ

تُعبئ الخمرَ لم تسكرْ ولم تفقِ!

//

فيها الحروف عصافيرٌ مغردةٌ

بين الزهور وبين التيه والطرقِ

//

تعاند الطقسَ لا تخشاه هازئةً

تلك الطيور ترانيمٌ من الألقِ

//

تحتاجها الآن لم تُكمل تهجأه

لتقرأ الزهر منثورا على الحدقِ

//

وتمسحَ القطْرَ تلوَ القطرِ تلعقه

بين الغصون وبين الشوك والعنقِ

//

أنْ رعشةَ الماء لم تترك غوايته

وروضة الورد إلا الثغر لم تثقِ

//

تريدها الآن كي تُطوى خرائطها!!

طيّا مع الشك في ايمانها الشبقي

//

ستقطع الحبل إنْ لاحت سفائنها

في برزخ الفجر مزمارا من العبقِ

 

تعليق عبر الفيس بوك