مدارس تستنزف جيوب أولياء الأمور

أفلح بن عبدالله الصقري

 

ما أن يبدأ العام الدراسي الجديد إلا وتأتينا طلبات أبنائنا وبناتنا الطلبة والطالبات من المدارس ويبدأ معها استنزاف جيوب أولياء الأمور لمشاريع تنتهي في سلة القمامة (أكرمكم الله)، وهذا أمر لابد من الوقوف معه ومخاطبة وزارة التربية والتعليم والمديريات الإشرافية في مختلف المحافظات بالسلطنة، فلا يُعقل أن يتم عمل مشروع يحصل فيه الطلاب / الطالبات على درجات وينتهي به الأمر إلى ما ذكرنا أعلاه، حتى أن الطالب أو الطالبة أنفسهم يتعجب مما يحدث لهذه المشاريع من نهاية سيئة مصيرها إلى زوال بعد مجهودات مضنية وسهر لليالي في بعض الأحيان ويستنزف ولي الأمر ماله ووقته في هكذا مشاريع نهايتها محتومة.

فكم من مشاريع رأينا الطلاب فيها يجتهدون ويحددون فيها أوقاتهم وتجف فيها أقلامهم لأجل درجات قليلة، حتى يصل ببعض المعلمين والمعلمات إلى تهديد هؤلاء الطلبة في حالة عدم تسليمهم لهذه المشاريع بعقوبة تصل إلى حرمانهم من بعض الامتيازات في المدرسة، كالمشاركة مع زملائهم الطلبة في بعض الأنشطة المدرسية أو إلى حرمانهم من الدرجات الكبيرة والتي تساعدهم في الحصول على النسب المميزة في منتصف الفصل أو حتى في نهاية الفصل الدراسي.

عليه نرى أن يتم توجيه إدارات المدارس في محافظات السلطنة من قبل الوزارة أو حتى مديريات التربية والتعليم إلى التخفيف من هذه المشاريع قدر الإمكان واستبدالها بأنشطة ومشاركات داخل الفصل أو المختبرات وغرف الحاسب الآلي الموجودة بالمدرسة نفسها، لأجل تعويدهم على المشاركة ونشر ثقافة عدم الإسراف والاقتصاد في المال وتشجيعهم للحصول على درجات تقييم ممتازة من خلال تنويع مختلف المشاريع المفيدة والتي لا تستزف المال والجهد والوقت للطلبة وأولياء أمورهم أو مشاريع غير مُجدية ولا طائل منها ولا يحتاجها المعلمون.

من هنا ندعو للرفق بهؤلاء الطلبة فهم أجيال المستقبل ومخزون عقلي يخدم نفسه ومجتمعه ووطنه على المدى البعيد وعوناً في بناء مستقبله ونفعاً لأهله، وفقكم الله لكل خير وبارك الله لكم في أبنائكم وأعانكم على تحمل مسؤولية التربية والتعليم معاً.