ندوة بـ"الكتاب والأدباء" تنبش في سيرة الشاعر ربيع العلوي وديوانه

 

مسقط – الرؤية

أقامت الجمعية العمانية للكتاب والأدباء بمقرها بمرتفعات المطار ندوة أدبية بعنوان في شعر وسيرة المرحوم الشاعر ربيع العلوي، وذلك بحضور مجموعة من الكتّاب والأدباء والشعراء منهم مسعود الحمداني وعلي الحارثي وعوض درويش العلوي وجاسم العلوي (شقيق الشاعر الراحل) ، وأدارت الندوة الشاعرة كوثر الهاشمية.
في مستهل الندوة قدم جاسم العلوي قراءة في السيرة الذاتية للشاعر المرحوم ربيع العلوي، أشار خلالها إلى الموطن الأصلي للشاعر الراحل العلوي وهو ولاية صور، مرورا برحلته العملية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وعمله في إحدى مؤسساتها الرسمية خلال الأعوام من 1975 م وحتى 1984م. مشيراً  إلى التحاق الراحل بالعمل في جريدة الفجر الإماراتية كمحرر لصفحة الشعر الشعبي، مُعرجاً على عمله بجريدة عُمان كمحرر لصفحة الشعر الشعبي، وقال إن عدداً من الشعراء التف حول الراحل وكان يجتمع ببعضهم كل خميس في مجلس والده بولاية صور، منهم محفوظ الفارسي، محمد علي بهوان، عتيق فايل المخيني، وعبدالله بن حمدان الفارسي، وفي عام 1988م صدر ديوانه "صدى الأمس"،  والذي لامس من خلاله قلوب من يحبهم ويحبونه وبعد مضي عام من إصدار ديوانه الوحيد توفي في مدينة صور.
بعد ذلك قدم الشاعر مسعود الحمداني ورقة حملت عنوان "قراءة في ملامح ديوان ربيع العلوي .. المرأة وإرهاصات التجديد"، تناول خلالها ديوان "صدى الأمس"، معتبراً أنه يلخص تجربة شعرية خاصة وخالصة للشاعر، ومغايرة في نفس الوقت، رغم حجمه الصغير، قائلاً إنه يمثل فترة تحوّل جذرية للقصيدة الشعبية العمانية، موضحًا أنه أول ديوان شعر عُماني شعبي يعتمد على شعر التفعيلة، وأشار الحمداني إلى أن للمرأة مساحة كبيرة في قصيدة المرحوم ربيع العلوي، فكل قصائد الديوان لا تخرج عن إطار الغزل والرومانسية، والحاجة للآخر، ولا تشكل المرأة جسدا في قصيدته، ولكنها تشكل روحًا هائمة، وسامية ومستقلة، وليس أدل على هذا الصدق، وهذه العاطفة من إهداء ديوانه إلى زوجته سعاد، وابتعاده عن الغزل الفاحش والوصف الحسي، وقال الحمداني إن في نصوص المجموعة الشعرية يتضح أن التجديد الذي أدخله الشاعر ربيع العلوي لم يتجاوز الشكل، بينما ظل المضمون كما هو، ولم تتعد الأغراض الشعرية دائرة الغزل، فلا وجود لقصيدة ذاتية خالصة بالمفهوم العام.
فيما قدم الشاعر عوض بن درويش العلوي ورقة عمل أخرى بعنوان "أوزان وموسيقى الشعر النبطي في ديوان صدى الأمس" للشاعر ربيع بن سالم العلوي، مؤكداً أن الاتجاه الذي اتبعه الراحل ربيع العلوي يسمى بالشعر الشعبي الحديث (النبطي)، ويمثله عدد غير قليل من أبناء جيل النهضة مثل الشاعر ربيع بن سالم العلوي رحمه الله، قائلاً شدني الديوان من خلال الإهداء الذي تضمن مقولة الشاعر الراحل إلى "سعاد" التي جعلت مني قلباً يعزف على أوتار الأمس فأثرى صداها مشاعري، ومقدمة الديوان التي كتبها سالم بن سيف الخالدي المحرر بجريدة الفجر الإماراتية إذ قال فيها: إن هذا الديوان وُجِدَ ليغني، وقال عن الشاعر ربيع بن سالم العلوي إنه يجمع بين أصالة المعنى و طلاوة الأوزان، موضحاً أن الديوان يحتوي 28 نصاً بين قصيدةٍ ومقطوعةٍ نبطية متنوعة الأوزان والموسيقى.
أما الشاعر علي الحارثي فقد قدم ورقة عمل ذهبت لتفتش عن تفاصيل اللغة والأسلوب في إصدار (صدى الأمس) للمرحوم الشاعر ربيع بن سالم العلوي، وهنا أوضح الشاعر الحارثي أن اللغة لدى الشاعر ربيع العلوي في إصداره "صدى الأمس" لخصت أسلوبه في عدة نقاط تتمثل في أن أسلوب الشاعر الكتابي يندرج ضمن ما يمكن تسميته الأسلوب التعبيري الحسي لنزوعه نسبيا نحو المباشرة وابتعاده عن التجريد، فلا يحتاج القارئ إلى جهد ذهني كبير ليصل إلى الدلالة ويستمتع بجمال الصورة، كما أن الشاعر أبتعد عن كل غريب ووحشي من الألفاظ واعتمد على اللغة البسيطة التي يستطيع الجميع إدراكها مع الاحتفاظ بسموها وقوتها في ضمن نظام موسيقي ملائم، وأمتاز أسلوب الشاعر بالاتزان وتآلف جميع عناصر النص من فكرة ولغة وخيال وعاطفة وموسيقى في نسق واحد مترابط لتعبر جميعها عن شاعر متمكن.
وتضمنت الندوة مناقشات أدبية مفتوحة مع الشعراء الحضور الذين قدموا بعض المداخلات التي أضافت إلى تفاصيل ما قدم من أوراق عمل.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك