الطّيورُ المهاجرةُ

 

رياض الفتلاوي (الكاتب) |  بغداد

 

أيّتها الطّيورُ المهاجرةُ 

أحملي ظلّي 

فوقَ أجنحةِ السّحابِ  

مازلتُ  وشمًا قديمًا على ذراعِ الوطنِ 

تلوكُني الأيّامُ

بفكِّ مقابرِها المهشَّمةِ

سأغتسلُ بماءِ الفراقِ

اتوضَّأُ من بقايا سنابلِ الأرزِ

هناكَ رقصَ القصبُ

حينَ اعذوذبَ صوتٌ رقراقٌ

كحفيفِ أوراقِ البردى

على وترِ الجنوبِ

في اقبيةِ الحقولِ أشروربُ شَغفي

أسدلْتُ ذكرياتي

بدفْرٍ جنوني

حاملًا على أكتافِه

غصَّةَ الزوراءِ

خذيني أيَّتها الطُّيورُ المهاجرةُ

في صخبِ التّاريخ

إلى الإلهةِ عشتارٍ

دعيني أغرقُ في لجَّة حمورابي

سطرًا في تلكَ المسلَّةِ

أحملُ ٱساطيرَ "أكد"

أجولُ في أقبيةِ الرُّهبانِ

أتعبَّدُ بموسيقى حضارتي

حتّى منبع النهرين

ممتدَّةٌ شهوتي بين جذورِ الأمّ

في مدنِ النخيلِ

وسلسلةِ جبالِ الشِّمال

خذيني إلى تلك الصحاري الغربيَّةِ

سأرتدي عباءةً ترابيَّةً

وقبَّعةَ مقام الرِّشت

من تلك المقاهي

خذي قارورةَ دمعي الحمراءَ

وانثري رمادَها

بينَ مقابرِ سومرٍ

وهياكلِ الزّقورةِ

خذيني أيَّتها الطُّيورُ المهاجرةُ

 فوقَ القبابِ الذَّهبيَّةِ

بين أعتابِها

في دواوينِ العشقِ

مرِّغي جسدي الظّمآنَ

بينَ الشطآنِ

رقصتْ قصائدُ الجواهريِّ.....

تعليق عبر الفيس بوك