ظفار كما يجب أن تكون

 

حمود بن علي الحاتمي

 

لعل العنوان قد يكون مستغرباً حينما يكون الحديث عن الخريف الذي ارتبط اسمه بخريف صلالة وقيلت فيه قصائد ومقالات ومنها (صلالة جوي ..صلالة عزم وأنوي هذه صلالة يا الله ..إلخ )، وصلالة صارت علامة مسجلة تشتهر بالخريف ولعلي أحببت أن أخرج عن سياق من سمى الخريف بخريف صلالة إلى مسمى خريف ظفار لتكاملية المشهد الذي نعيشه هناك والأجواء الاستثنائية الرائعة التي تعم مُحافظة ظفار، كثر الحديث عن ضعف الخدمات المقدمة لزوار الخريف وأصبح البعض ينظر بعين واحدة وهي النظرة السلبية مع أنَّ الخدمات الحالية تلبي احتياجات الزوار طالما أنَّ نوع السياحة هنا سياحة المناظر الطبيعية مرتبطة بأجواء الطقس المتمثلة في الخريف فقط، والذي لا يتعدى أكثر من ثلاثة أشهر وهي النظرة السائدة للسياحة في المحافظة.

غير أنَّ الممارسات الموجودة لا ترتبط بزيارة المحافظة من أجل الخريف بل تتعداها إلى سياحة عقد المؤتمرات وخير دليل (مؤتمر الإعلام الجديد والعصر الرقمي) الذي نظمته مؤسسة الرؤية للإعلام والنشر الأسبوع الماضي وحظي بمتابعة محلية ودولية كونه يناقش قضايا تستشرف مستقبل الإعلام وخرج بتوصيات مهمة ولعل المكرم حاتم الطائي أراد من خلال عقد هذا المؤتمر في صلالة أن يلفت الانتباه إلى المشاريع التي يمكن أن تنهض بمُحافظة ظفار سياحيًا ويمكن للقطاع الخاص أن يأخذ زمام المبادرة.

لعل النظر إلى تجربة تشغيل المناطيد بإدارة عمانية طموحة هي مؤشر على قدرة الشباب العماني على الإبداع والنهوض بها سياحياً وكم كنت معجبًا بالفكرة بغض النظر عن نجاح التجربة ونضوجها لكنها تبقى محاولة جريئة من ابتسام الجشمية ورفاقها في الشركة المنظمة لمهرجان المناطيد.

إنَّ المتأمل لمحافظة ظفار وموقعها الاستراتيجي في التجارة يجد أن هناك فرصاً حقيقية للاستثمار تتعدى سياحة الخريف ويمكن أن تكون ظفار قبلة السائحين طوال العام ومنها استثمار في منطقة صلالة الحرة وكذلك الاستثمار في إنشاء الجامعات والكليات والمصانع ومنها مصانع الغذاء لوجود الثروة الحيوانية وصناعات أخرى.

تنوع الاستثمار يجعل من محافظة ظفار تنمو نموا سريعا ولا يتأتى الاستثمار إلا بخطوات جريئة من الحكومة ومنها استكمال الخدمات فلا سياحة ولا استثمار بدون خدمات وهنا يجب على الحكومة أن تدفع بمزيد من مشاريع البنية التحتية منها الطرق وكذلك تسريع إنشاء شبكة القطارات التي تربط بينها وبين المحافظات الأخرى ومراجعة أسعار تذاكر الطيران الداخلي ومنح امتيازات للاستثمار في بعض المشاريع السياحية ودعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في تبني مشاريع سياحية بشرط أن تكون بأيدٍ عمانية.

مشاهد من رحلتي لصلالة

مشاهد مفرحة منها أني وجدت أسرة عمانية من محافظة البريمي تقدم وجبات عمانية والأجمل أن الأسرة متعاونة في عملها وأعجبني أكلهم ففرحت بهمتهم وعزيمتهم واستغلال موسم الخريف في كسب رزقهم ومن المشاهد المفرحة هي تنظيم أماكن المضابي والأكلات الشعبية بسهل أتين ووجود متابعة من الجهات المختصة.

من المشاهد المفرحة هي محافظة الأسر في محافظة ظفار على صناعة البخور وإن كانت هناك منافسة من العمالة الوافدة.

كما أن هناك مشاهد يجب أن تختفي منها : ممارسة العمالة الوافدة الاستثمار بالشقق المفروشة وتحكمها بأسعار الشقق دون رقيب أو حسيب، أين شباب المحافظة أو حتى شباب السلطنة من هذا الاستثمار؟

تمكن العمالة الوافدة من التجارة بمختلف أنواعها وتعفف الشباب عن ممارستها أعتقد أن موسم الخريف يوفر مصدر دخل لكل الأسر في عمان متى ما تم توجيه الشباب لاقتناص الفرص وكما هو معروف التجارة هي عبارة عن فرص.

شباب السلطنة يجب أن يوجهوا بوصلة العمل إلى هذه المحافظة الغالية على كل عماني وتولي زمام المبادرة ولعل أسرة البريمي خير مثال وكذلك ابتسام الجشمية صاحبة التفكير خارج الصندوق شاهد عيان على نجاح التجربة. ظفار كنز لم يفتح بعد.

الأكثر قراءة