طالب المقبالي
muqbali@gmail.com
عالمنا مليء بالتقنيات الحديثة التي نستخدم بعضها ونعرفها، ونستخدم بعضها الآخر ونجهل طبيعته، ومنها تقنيات التكنولوجيا الخضراء.
فالتكنولوجيا الخضراء هي إحدى تقنيات الثورة الصناعية الرابعة، وهي كل تكنولوجيا فعالة ومحافظة على البيئة، وذلك من خلال استخدام تقنيات ومواد صديقة للبيئة، وتتمثل في الأبنية الخضراء والشركات الخضراء والمنتجات الخضراء والحياة الخضراء.
لقد شرَّفتني جريدة "الرؤية" بالمشاركة في البرنامج التدريبي لتنمية المسؤولية البيئية بتقنيات التكنولوجيا الخضراء، والذي نظَّمته غرفة تجارة وصناعة عمان، الأسبوع الماضي، للعاملين في مجال التوعية والإعلام البيئي بسلطنة عمان، والذي شارك فيه أكثر من 60 مشاركا من مختلف المؤسسات الإعلامية والتوعويين العاملين في المجال البيئي.
هذا البرنامج من إعداد وإشراف وتنفيذ الدكتورة بشرى بنت جعفر العبدوانية باحثة الدكتوراة في العلوم البيئية ورئيسة مركز مسقط للتنمية المستدامة، وحاضر في البرنامج عدد من المختصين من السلطنة ومن جمهورية مصر العربية والجمهورية العراقية.
البرنامج تضمن محاضرات علمية متخصصة حول مفهوم الإعلام البيئي وأهميته، ودور الصحافة والإذاعة والتليفزيون ووسائل التواصل، وكذلك مفهوم التكنولوجيا الخضراء والتقنيات المرتبطة بها، ومبادئ تطبيق التكنولوجيا الخضراء، وأهداف التكنولوجيا الخضراء، وأنواع التكنولوجيا الخضراء، وكذلك المفاهيم المرتبطة بالاقتصاد الأخضر والوظائف الخضراء، والحاسبة الخضراء والوظائف الخضراء والإعلانات الخضراء والضرائب الخضراء والمعايير الخضراء "الأيزو Green" والملكية الفكرية الخضراء.
فعاليات هذا البرنامج اتسمت بالعمل الجاد والالتزام من أجل الخروج بنتائج وأفكار تهم البشرية لحياة تعتمد على التكنولوجيا الخضراء الصديقة للإنسان والبيئة، ومن أجل إيصال مفهوم هذه التقنيات إلى أفراد المجتمع في قالب توعوي جذاب وشيق.
فكانت مشاركة الإعلاميين والمهتمين بشؤون البيئة من أجل إيصال الرسالة إلى المجتمع؛ باعتبار هذا الجانب يفتقد لتسليط الأضواء عليه رغم أهميته في حياتنا؛ لذلك جاء تنظيم هذا البرنامج المكثف من أجل إيصال هذه المعلومة إلى كافة الناس، وإلى القائمين على شؤون البيئة والطاقة.
حقيقةً.. البرنامج كان ثريًّا بالمعلومات التي لم نسمع بها من قبل، وكانت الاستفادة أكثر مما كان يأمل القائمون على هذا البرنامج تحقيقها.
نعم، كُنا قد بدأنا في الاستفادة من بعض تقنيات هذه الطاقة في منازلنا، ولكن في نطاق محدود. وفي هذا المقال القصير، أقتبس بعض المعلومات عن هذه التقنيات من محاضرة الدكتورة بشرى، التي غطَّت كافة جوانب هذه الطاقة، وكانت البداية من مفهوم التقنية:
"تُعرف التقنية، أو التكنولوجيا، على أنها تطبيق المهارات والمعرفة، لتجهيز وإنتاج البضائع والسلع، أو تقديم الخدمات المختلفة؛ حيث تشمل كافة الآلات، والأدوات، والطرق، أو الأساليب التي يتم استخدامها، لتحويل الموارد إلى عناصر يحتاجها الناس، وبالتالي تعد التكنولوجيا واحدة من أقوى عوامل التغيير في المجتمع".
فعمان ولله الحمد من البلدان التي اهتمت في وقت مبكر بالبيئة وبالمحافظة عليها من خلال إنشاء وزارة متخصصة في البيئة، وقد سبقت في هذا المجال دولا كثيرة.
ويأتي ذلك من خلال اهتمام حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- شخصيًّا بالبيئة، وقد نوه جلالته في كثير من خطاباته السامية إلى أهمية البيئة والمحافظة عليها.. ففي الثامن عشر من نوفمبر من العام 1977م، قال جلالته في خطابة السامي: "إن بلدنا، ولله الحمد، ينعم بموارد طبيعية تمكّننا من بناء قوتنا الوطنية، وتوفر لنا فوائد مادية كبيرة سينعم بها شعبنا.
ونحن عندما ننظر حولنا نرى النعم التي أسبغها الله علينا وعلى بلدنا الحبيب وفيرة، لكن ينبغي علينا أن نضع نصب أعيننا دائماً وجوب المحافظة عليها بتكريس أنفسنا دائما لخدمة عمان وأبنائها وخدمة أسرتنا وإسعاد البشرية جمعاء"
وفي الثامن عشر من نوفمبر من العام 1980م، قال جلالته في خطابة السامي: "ونظراً لما نوليه من اهتمام خاص للمحافظة على البيئة وحمايتها من أضرار التلوث، فإن مشاركتكم في هذا المضمار بجهد بارز سوف يكون له أثره المتميّز وتقديره الخاص. وصون البيئة والحرص على نقائها ونظافتها أمرٌ حيويٌّ جديرٌ بأن يحظى بما هو أهل له من عناية ورعاية".
ويكفي أن نضع نصب أعيننا هذا الاهتمام من قبل جلالته -حفظه الله- لنجعل من عُمان البلد الأول في الحفاظ على البيئة واستخدام تقنيات التكنولوجيا الخضراء الصديقة للبيئة.