رحـيـــــــــل


سهام الدغاري | ليبيا

كل الأشياء تتركنا وترحل
ف الفرح يودعنا في منتصف الضحك
والليل بعد أن نأنس ظلماءه يلملم أطرافه ويمضي
مُقراً للشمس بهزيمته
حتى (لولو) قطتي القطنية، جذعت بأنفها وأستدارات بحثاً عن أي قط متسول يشبع غريزتها النتنة
والرجل الذي قذفني في رحم أمي
هو الأخر لم ينتظر ليشتم عطري
وأمي تلك اليانعة الغضة ، الأن كل شيء فيها ينبؤني
بأنها قريبا سترحل
عيناها التي أنطفأ نورهما ، خطوط الزمن فوق وجنتيها ، أرتعاشة كفها ، بحة صوتها يقول انها قريبا سترحل
وأنا مثل كل هذه الأشياء لابد أن أرحل
سأحمل على ظهرى خريفي
وكل فوضاي الشعرية
ومواسم الحزن الأحمر
وأرحل
سأرحل
بحثاً عن صباحات أخرى
غير تلك التي تشرق من مبسمك
عن نهر يروي ظمأي دون أن يبلل ظلي
عن قصائد غافية بين شجيرات الصفصاف
تلتمس الدفء مثلي
عن نقطة تُفضي لكل الأتجاهات
أرمي عندها سجني
عن ليلٍ أسدله على ندوب قلبي
عن شيءٍ يثير شهيتي للكتابة
لأكتب قصيدة خالية من الثمان والعشرين حرفًا
أدونها على جلد ظبية فارَّة من مخالب حزن مفترس
فما يعود للنقاد سبيلآ لرشقها برماحهم العرجاء
سأرحل
بحثاً عن كذبة تقتلع حقيقة كل ماعشته وتعيدني
لمبتدأ التكوين
نطفة في رحم عاقر يأست من الإنجاب فقررت أن ترحل

 

تعليق عبر الفيس بوك