4 آلاف زائر للسفينة في اليوم الأول.. و6 آلاف ميل بحري قطعته منذ انطلاقها

"شباب عمان 2" تمد "صواري المجد والسلام" إلى فرنسا.. وتدشن أولى مشاركاتها في مهرجان أرمادا البحري

...
...
...
...
...
...
...
...

 

فرنسا- النقيب/ خالد الكلباني

تصوير/ الرقيب أول/ محمد البلوشي

 

تواصل سفينة البحرية السلطانية العمانية "شباب عمان الثانية" مشاركتها في مهرجان أرمادا البحري 2019 بمدينة روان الفرنسية، وذلك تنفيذاً للأوامر السامية لمولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة- حفظه الله ورعاه- في إطار رحلتها الدولية الرابعة إلى القارة الأوروبية، رحلة "صواري المجد والسلام"، والتي انطلقت في 15 أبريل الماضي وتستمر حتى 7 أكتوبر المقبل.

وفتحت السفينة "شباب عمان الثانية" في اليوم الأول من المشاركة أبوابها لجموع الزوار؛ حيث استقبلت عددا كبيرا من الجمهور، وصل في اليوم الأول إلى ما يزيد عن 4 آلاف زائر من مختلف الجنسيات، والذين التقوا بطاقم السفينة وهنأوهم على هذه المشاركة المميزة، مثمنين حرص السلطنة على مشاركة الشعب الفرنسي احتفالاته البحرية. وفي ختام اليوم أدى طاقم سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان الثانية) مجموعة من الفنون والأهازيج التراثية العمانية المستوحاة من التراث البحري العماني نالت استحسان الحضور.

 

وكانت "شباب عمان الثانية" رست على ضفاف نهر السين بمدينة روان الفرنسية، بعد أن قطعت مسافة تزيد عن 6000 ميل بحري، منذ مغادرتها قاعدة سعيد بن سلطان البحرية في 15 أبريل الماضي، ومن المقرر أن تمكث السفينة في مدينة روان حتى 16 يونيو الجاري؛ حيث ستسجل مشاركتها في مختلف الأنشطة والفعاليات التابعة لهذا المهرجان البحري.

 

احتفال رسمي

وتشارك "شباب عمان الثانية" في برنامج الاحتفال الرسمي الذي يتضمن حفل الاستقبال إلى جانب عروض المشاة التي ستقام على مدى أيام المهرجان البحري، كما فتحت السفينة أبوابها أمام الزوار بهدف الاطلاع على مرافق السفينة وأقسامها، وزيارة معرض الصور المصغر الذي يقام على متنها، ويحكي مسيرة الخير والنماء وما تنعم به السلطنة من مظاهر التطور والتحديث في كافة المجالات في ظل القيادة الحكيمة لعاهل البلاد المفدى مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة- حفظه الله ورعاه- وما تزخر به من إرث حضاري ضخم يعكس الأمجاد العمانية البحرية التليدة، إضافة إلى تسليط الضوء على دور العمانيين في نشر أواصر الصداقة والسلام والثقافة العربية الأصيلة إلى بلدان وأقطار العالم المختلفة. وقام طاقم السفينة بتوزيع الكتيبات والنشرات التعريفية والهدايا التذكارية على زوارها من جمهور المهرجان.

وأبدى عدد من وسائل الإعلام الفرنسية اهتماما واسعا بزيارة سفينة (شباب عمان الثانية) بعد وصول السفينة لمدينة روان الفرنسية؛ حيث من المتوقع أن تلقى السفينة رواجًا كبيرًا من قبل الجمهور الفرنسي ومن قبل مختلف المشاركين في المهرجان من شتى بقاع العالم.

وسفينة شباب عمان الثانية- والتي ستزور خلال رحلتها هذه 21 ميناء ومدينة في 183 يوماً- ستحط رحالها خلال هذه الرحلة الدولية الرابعة في تاريخها في 4 محطات رئيسية، بدايةً من محطتها الحالية الأولى في مهرجان أرمادا البحري بمدينة روان الفرنسية والتي ستمتد حتى 16 يونيو الجاري، وتنتقل بعدها إلى محطتها الثانية للمشاركة في سباق الحرية للسفن الشراعية الطويلة بمدينة سخيفينن بمملكة هولندا خلال الفترة من 20- 23 يونيو الجاري. وستخوض بعد ذلك في محطتها الثالثة منافسات سباق السفن الشراعية الطويلة خلال الفترة من 3- 6 يوليو المقبل بمدينة ألبورغ بمملكة الدنمارك، لتنتقل بعدها للمشاركة في ختام سباق السفن الشراعية الطويلة بمدينة أرهوس بمملكة الدنمارك أيضا، والذي سيمتد خلال الفترة من 1- 4 أغسطس المقبل.

ووصلت السفينة "شباب عمان الثانية" مع بزوغ فجر الخميس الماضي، لتبدأ بعدها مشاركتها في فعاليات مهرجان أرمادا وسط حضور دولي واسع وأجواء احتفالية كبيرة. وكان في استقبال السفينة في يومها الأول رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان وعدد من منظمي مهرجان أرمادا البحري الفرنسي، كما كان في الاستقبال سعادة الشيخ الدكتور غازي بن سعيد الرواس سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية فرنسا، والملحق العسكري بسفارة السلطنة في باريس.

نشر المحبة والتسامح

من جهته، قال سعادة الشيخ الدكتور غازي بن سعيد الرواس سفير السلطنة المعتمد لدى جمهورية فرنسا: "بأوامر سامية من مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- انطلقت سفينة شباب عمان الثانية للمشاركة في عدة فعاليات ومن ضمنها مهرجان أرمادا البحري في مدينة روان الفرنسية العاصمة التاريخية لمنطقة نورماندي، وسميت هذه الرحلة باسم "صواري المجد والسلام" بهدف نشر قيم المحبة والتسامح". وأضاف أن المشاركة في مثل هذه المهرجانات تسهم بدور كبير في تقديم صورة حقيقية عن التاريخ البحري للسلطنة، وأيضا العلاقات العمانية الفرنسية البحرية التي تزيد عن 200 سنة وكانت تتجلى بشكل واضح في اللقاءات البحرية في المحيط الهندي بالأخص. وتابع سعادته: "عمان دولة صنوان هي والبحر، وبالتالي إذا انتهت اليابسة في الوطن العربي وبدأ البحر تبدأ عمان، لذلك فإننا متأكدون من أن مشاركة السفينة في رحلتها الرابعة تشكل الكثير من المساهمات على مختلف الجوانب، والسفينة أصبحت معروفة لدى الكثير من الفرنسيين والأوروبيين، خاصةً وأن هذا النوع من المهرجانات يزور فعالياته الآلاف من الجماهير، ومن المؤكد أن طاقم السفينة سوف يقدم كل ما لديه لإيصال رسالة الصداقة والسلام".

رسالة السلام العمانية الخالدة

من جانبه، قال العميد الركن بحري سالم بن ناصر القاسمي الملحق العسكري بسفارة السلطنة في باريس: "لا يفوتني بدايةً أن أهنئ عاهل البلاد المفدى- حفظه الله ورعاه- والشعب العماني والأمة العربية والإسلامية جمعاء بمناسبة عيد الفطر المبارك، ووصول سفينة البحرية السلطانية العمانية إلى مدينة روان التي تقع في شمال غرب فرنسا، ضمن رحلتها الرابعة من إنشائها، والتي تحمل رسالة السلام الخالدة للسلطنة، وفي طيات هذه الرسالة من مفردات تدعو إلى نشر رسائل الصداقة والسلام والتبادل الثقافي مع الشعوب الأخرى في العالم، والتي نتمنى من خلال تواجدها في جمهورية الفرنسية الصديقة أن تساهم في أن يكون هناك إطلاع ومعرفة أكثر عمق من قبل الشعب الفرنسي والزائرين لمكانة السلطنة التاريخية والحضارية ولما تمثله السلطنة من وجود على الساعة الإقليمية في العصر الراهن".

وقال العقيد الركن بحري علي بن محمد الحوسني قائد سفينة البحرية السلطانية العمانية (شباب عمان الثانية): "بحمد الله وتوفيقه وبعد ما قطعت أكثر من ستة آلاف ميل بحري وصلت سفينة البحرية السلطانية العمانية شباب عمان الثانية إلى ميناء روان بالجمهورية الفرنسية الصديقة، ورست على ضفاف نهر السين وذلك للمشاركة في مهرجان أرمادا البحري الفرنسي والذي يمتد إلى فترة عشرة أيام، والمهرجان يضم العديد من الأنشطة والفعاليات التي من شأنها أن تستقطب العديد من الزائرين، وسوف تنظم السفينة بإذن الله من الأنشطة والفعاليات وذلك للتعريف بالمقومات السياسية والسياحية والاقتصادية والثقافية التي تزخر بها السلطنة وذلك لجذب أعداد كبيرة من الزوار".

حضور بارز

وقال باتريك إيير رئيس اللجنة المنظمة لمهرجان روان أرمادا البحري 2019م بالجمهورية الفرنسية الصديقة: "إن سلطنة عمان الصديقة حاضرةً ومتواجدة في مختلف التجمعات البحرية كمهرجان أرمادا البحري لهذا العام، وذلك منذ أكثر من ثلاثين عاماً بداية من خلال سفينة شباب عمان الأولى، والآن عن طريق سفينة شباب عمان الثانية، ونحن كمنظمين للمهرجان في غاية السعادة لذلك، وهذا لشرف عظيم لنا أن نستقبل سفينة شباب عمان الثانية في مدينة روان، وأنا شخصياً تشرفت في استقبال السفينة بصفتي رئيس للجنة الصداقة العمانية الفرنسية في البرلمان الفرنسي سابقاً، ومشاركة شباب عمان يمثل جوانب مهمة لنا في هذه العشرة الأيام ضمن المهرجان البحري الفرنسي".

ومن بين الذين زاروا السفينة (شباب عمان الثانية)، الزائر عبدالله السلمي من جمهورية اليمن الشقيقة الذي تحدث قائلاً: "انبهرت بما شاهدته اليوم في سفينة شباب عمان، وما زاد سعادتي هو ردود فعل الزوار للسفينة الذين تحدثوا عن سياسات سلطنة عمان المسالمة والداعية لعدم التدخل في شؤون البلدان الأخرى، وذلك وبلا شك كما عهدنا عمان البلد الداعي للسلام والصداقة وهذا من أهم الأسباب التي جعلتني أزور السفينة كأول محطة أمر عليها ضمن فعاليات المهرجان، خاصةً وأنها البلد العربي الوحيد المشارك بسفينة شراعية في غاية الروعة، وكان هناك مجموعة من التساؤلات من قبل الجمهور الفرنسي تمثلت في السؤال عن التاريخ البحري العماني وتاريخ بناء السفينة، وكذلك مشاركة المرأة ضمن طاقم السفينة والسفينة وطاقمها وفروا فرصة كبيرة للإجابة على هذه الاستفسارات من الجمهور".

وقالت نائب عريف بحري صفية بنت خميس اليعربية- إحدى المتدربات في سفينة (شباب عمان الثانية) - إن سعادتها بالمشاركة في السفينة لا توصف من جميع النواحي، وقالت: "تعلمنا الكثير خلال هذه الرحلة التي امتدت للآن لما يزيد عن الخمسة وأربعين يوماً، والأهم هو ما نقدمه حالياً لزوار السفينة من معلومات وتفاصيل عن السلطنة وما تزخر به من مقومات حضارية متطورة وتاريخ وإرث حضاري ضارب في القدم".

تعليق عبر الفيس بوك