دور الطحالب في التنمية الاقتصادية

 

مريم الحمداني

تستطيع الطحالب أن تلعب دورا كبيرا في التقدم الاقتصادي، وذلك لتعدد الأدوار التي تقوم بها وكذلك إمكانية استزراعها في أقسى الظروف التي تعد غير ملائمة لأي نوع من أنواع الحياة، وذلك نظرا لقدرتها على التأقلم مع الظروف البيئية بصورة سريعة.

وتعرف الطحالب بأنها مجموعات ضخمة ومتنوعة من حقيقات النوى أكثر بدائية من النباتات متباينة في الشكل والحجم ونمط الحياة، وتقوم بالتركيب الضوئي، وتختلف فيما بينها فمنها متناهي الصغر، وتتكون من خلية واحدة ولا ترى إلا بالمجهر. ومنها متعدد الخلايا ويرى بالعين المجردة، ويوجد حوالي عشرين ألف نوع من الطحالب منتشرة في الأماكن الرطبة وفي الأنهار والبحيرات والبحار.

وبدأت الدول المتقدمة في الاستفادة من الطحالب في إحداث التغير البيئي والقضاء على العديد من المشكلات التي بدأت تغزو التربة. من أبرزها مشكلة ملوحة التربة والنبات حيث أثبتت الطحالب جدارتها في القضاء على ملوحة التربة والنبات وإعادة العناصر التي تفقدها التربة من خلال استخدامها كسماد مباشر للتربة، أو تذويبه كمحلول مغذٍ وإضافة البكتيريا الحية إليه ويستخدم في رش النبات بعد تخميره لعدة أسابيع.

كما تستعمل الطحالب كمواد غذائية للمزارع السمكية التجارية، وأثبتت فعاليتها أيضا في معالجة مياه الصرف الصحي حيث تقوم بعملية التركيب الضوئي والتي ينتج عنها إطلاق الأكسجين، مما ينشط عمل البكتيريا لتقوم بدورها في معالجة المياه الملوثة وامتصاص المواد العضوية والمعادن الثقيلة.

كما أبرزت الطحالب فعاليتها في الطب حيث تم استخراج مواد كيميائية تدخل في تركيب الأدوية منها ، واستخراج المواد المعقمة كما أنها تحفز نظام المناعة بدرجة كبيرة، وتحسن قدرة الجسم على إنتاج خلايا الدم وتزيد من كفاءة الأعضاء الحيوية لدى الإنسان.

وظهر دورها بشكل كبير في المجال الاقتصادي، حيث دخلت الطحالب في العديد من الصناعات مثل منظفات البشرة ومعاجين الأسنان والورق المصقول ومواد التجميل، كما تعتبر الطحالب مصدراً لتكوين البترول والغاز حيث إنها تحول الطاقة الشمسية إلى مواد عضوية وتكون مصدر غذاء للكائنات البحرية وغيرها من العوالق المائية، فعند تراكم المواد العضوية (النباتية والحيوانية) على قاع المسطحات المائية فإنها تصبح في معزل عن الأوكسجين مما يؤدي إلى تحلل المواد العضوية مشكلة بذلك البترول والغاز، وهناك الكثير من الاكتشافات التي مازال العالم يحاول اكتشافها يوماً بعد يوم عن هذه النبتة المميزة.

ولو تحدثنا في هذا المقال عن السلطنة نجد أن فيها العديد من أنواع الطحالب التي يمكن الاستفادة منها سواء كانت في المياه العذبة أو المياه المالحة، ومن هنا فإنني أدعو جميع الباحثين من الجهات المختصة في البيئة والجامعات في السلطنة إلى تكثيف الجهود لإجراء المزيد من الدراسات لهذه النبتة المميزة بما يؤدي إلى دعم الاقتصاد الوطني وخدمة الإنسانية.

تعليق عبر الفيس بوك