تسلل ضوئي

 

د. ريم سليمان الخش | باريس

 

تسلّلَ مثل الضوء ومضا يُفتشُ

عن اللهفة الكبرى وكيفَ تُهمّشُ

//

وعن زهرةٍ كانت تُقطّبُ جرحه

وتمسحُ في رفْقٍ مساما يُخدَّشُ

//

توسّلَ للنهر الدفوقِ بشربةٍ

وللماء أفواهٌ إليه تُعطَّشُ !

//

ونام على حضنِ العريشة حالما

بأنّ كروم الخمر فيه تُعرّشُ

//

يخافُ إذا حلّ القطاف تنائيا

ولم يدرِ أنّ الخمرَ منه مهوَّشُ

//

كطفلٍ إذا اشتدَّ النحيب له دنت

حكايا قطا النهدين إنْساً توشوشُ

//

أساطيرَ من تبغ الهنود ورقصةً

مع الثعلب المكار خوفا تُنَغّشُ

//

تقولُ بأنّ الله للحب باسطٌ

وكلّ شعاب الأرض منه تزركشُ

//

وحبٌ من النانرج طعمٌ وشهوةٌ

وتوتٌ كلونِ الدمّ في الدمّ ينهشُ

//

هو السحرُ في الأشعار حرفُ تولّهٍ

هو النغمة الجذلى ببحرٍ تُرّقشُ

//

هو الزهرُ والإدهاشُ حقلُ عذوبة

هو الجوع والإشباع خبزٌ مقرمشُ

//

هو الجن واللاهوت شهواتنا التي

//

هو السرّ في الإعجاز نبضٌ محيّرٌ

هو الفقه للعشاق نهرٌ معطَّشُ !!

//

هو الدهشة العظمى ابتكارُ حماقة

هو الآمرُ القدسيُّ نورٌ معششُ

//

هو الراقصُ الصوفيّ حولي تعشّقا

تدورُ به روحي حنينا تُدرْوشُ

//

هو الشك والإيمان روحٌ عميقة

هو الماجن العربيدُ شيخي المحششُ !!

//

فطعنٌ وإدْماءٌ وروحٌ قتيلةٌ

وشوقٌ بنا يطغى فيعوي التوحّشُ

//

ومزجٌ وإِطباقُ السماء برعشةٍ

ونزفٌ على ألواح عشقٍ يُحششُ

//

كملحمةٍ كبرى كسرنا كؤوسنا

بأيدٍ مع التهشيمِ ظلّتْ تُخرّشُ

//

كأنّا جراحٌ لم نُدرْ كأسَ لذّةٍ

وماكان تيه العشق فينا يُعشش

//

كأنّ الذي غنى البراري بصوته

هو الآن جزار البراري المرّقشُ

//

كأنّ جرار الشهد صارت وفيرة

كسرنا جرار الحب كي لا تُغششُ

//

كأنّا ألِفنا طعنَ أشواقنا التي

تفك ثياب الصمت ليلا وتجهشُ

//

كذئبٍ يخاف الصيد إثر مجاعة

أتته ضباع الجوع بالصيد تبطشُ

//

وماآخرُ العشق الجموح سوى الردى

تولهُ حلاجٍ ووجدٌ مدروشُ

//

لقد عاش مثل الضوء ومضا ودهشة

وفي موته القدسيّ حتما سيدهشُ

تعليق عبر الفيس بوك