عمان في قلب الكويت


يوسف عوض العازمي
دائما لتتحقق من حقيقة عليك بزيارة التاريخ، وفتح إحدى نوافذه، وتصفح صفحاته الناقلة، وفي تاريخ دولة الكويت هناك باب هام جدا وهو الغزو العراقي الغاشم، وهو الغزو الذي حصل في جنح الليل في حدث لم يتوقعه أحد، لاسيما والعراق دولة شقيقة وقريبة للكويت، لكن حدث ما حدث، وقدر الله وما شاء فعل، في هذا الغزو الهمجي الوحشي الذي تعرضت له دولة الكويت المسالمة، وبعدها ومن فضل الله ثم الدول الشقيقة والصديقة تم تحرير الكويت وعودة شرعيتها في يوم مجيد من أيام الأمة ..
في هذا الأمر وحيثياته تتذكر الكويت والكويتيون بكل فخر واعتزاز مواقف الدول الشقيقة وبالذات دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها السعودية وعمان والإمارات وقطر والبحرين، ومصر وسورية، إضافة إلى الدول الصديقة بقيادة الولايات المتحدة.
وبمناسبة أنّ المقال في جريدة عمانية، وفي هذه الأيام الطيبة المباركة، تذكرت الدور العماني الأخوي مع بلدي الكويت، وهو دور أخوي قبل أن يكون سياسيا" ودبلوماسيا" فعمان لم تتعامل مع الكويت كموقف سياسي، بل كانت نظرتها أخوية، وكانت المواقف العمانية (غير المستغربة) من الشعب قبل القيادة قد أخجلت أهل الكويت، حيث اتّسمت بالوفاء والشد من أزر القيادة الكويتية والشعب الكويتي، واستقبلت الكويتيين في عمان على أنهم عمانيون وأهل دار وليسوا لاجئين وضيوف، بل أصبح الكويتي في عمان مدللا ويجوز له ما لا يجوز لغيره، وسكنوا أرقى أحياء مسقط. مثل الخوير والسيب. وهو دليل على أنّهم كانوا ضيوفا كراما عند كرام، وهي تصرفات تقودها المحبة والود، وليس بفرض أو لمصلحة، ويعرف الكويتيون هذا ويضعونه تاج على رؤوسهم.

لم تقتصر الدور العماني بالدعم السياسي والدبلوماسي واستضافة أعداد من أهل الكويت، بل تمّ تأكيد هذا الدعم بأقصى درجاته وهو الدعم العسكري، حيث قامت قوات عسكرية عمانية بالمشاركة الفعلية في حرب تحرير الكويت، وكانت من أوائل القوات التي دخلت الكويت المحررة، حيث استقبلها أهل الكويت الصامدين بالترحاب والأحضان، وبعد ذلك تم رفع العلم العماني على السفارة العمانية بالكويت، وكانت مواقف سلطنة عمان بقيادة السلطان قابوس بن سعيد واضحة لا لبس فيها ومع الكويت وشعبها قلبا" وقالبا" وهي مواقف تكتب بأحرف من ذهب ولن تنسى من ذاكرة أهل الكويت وتاريخها المعاصر.
بالطبع لا منة في موقف عمان من الكويت، وهو أصلا "متوقع وليس غريبا" فما يجمع الكويت وعمان تاريخ وعلاقات تاريخية راسخة وعريقة منذ أيام الغوص، والسفن الكويتية التي تتوقف في موائي عمان ومنها مسقط وصحار، وكذلك كان في الكويت أعداد من أهل عمان يشاركون أهل الكويت في الأعمال بمختلف أنواعها، والتاريخ والذكريات تسجل الوفاء والعشرة والفضل والمعروف ما بينهما .
لذلك العلاقة بين البلدين الشقيقين ضاربة في عمق التاريخ، ولن تنجح أية محاولة بقصد أو بدون قصد في ضرب هذه العلاقة الأخوية التي صقلتها الأحداث ومواقف العز والكرامة.

تعليق عبر الفيس بوك