رمضان

د. ريم سليمان الخش | باريس

 

أيُ صبرٍ على الطُوى رمضانُ!

بامتثالٍ أراده الرحمنُ

//

واصطراعٍ معنّفٍ فيه نُلقى

كي تُصفى (من طينها) الأذهانُ

//

كي ترى ما جهلته إثرَ لهوٍ

في حياة رداؤها النكرانُ

//

في اصطيادٍ لكلّ متعةِ عيشٍ

كفراخٍ يصيدها الثعبانُ

//

في ابتعادٍ عن المكارم نبقى

كنعاجٍ وريعها البهتانُ

//

في انكبابٍ على اللذائذ نغدو

كذباب يُبيده الطوفانُ

//

كم غرقنا بزيفها في غرورٍ

وتماهت بتيهنا الشطآنُ

//

وتعالى بإثمنا موج عمرٍ

في غثاء يمدّه الشيطان

//

كم خُدعنا بمتعة من رمالٍ

في شباك يصيدها الخسرانُ

//

إذْ نرى لا نرى سوى يمَّ لغْوٍ

قد رمانا بقعره الإدمانُ

//

فتعامت قلوبنا عن سواقٍ

من دموعٍ يخطّها الحرمانُ

//

لنفوسٍ بميتمٍ وانكسارٍ

وجدارٍ يُقيمه التحنانُ

//

رمضان الذي لخيرك يسعى

كي تُداوي بنبعه من عانوا

//

كي تُلاقي بصومك الأجرَ حقلا

من ثوابٍ وقمحه الإحسانُ

//

لقلوبٍ تسارعت في هطولٍ

مثل غيمٍ يسوقه الإيمانُ

//

واستجابت لمنّة الله بذلا

كي تدومَ الآلاء والعرفانُ

//

تبذلُ الروح في رضا وسرورٍ

أيُ قربى !! ببذلها البرهانُ !!

//

في انعتاقٍ من التراب قليلا

يتسامى بنوعه الإنسانُ

//

في ارتقاء الى معانيَ خلْدٍ

في رياضٍ ببابها الرضوانُ

//

من قيامٍ على الدموع مسجى

منه ترنو بجوفه الأشجانُ

//

في ابتهالٍ مطهّمٍ من خشوعٍ

في هزيعٍ تُنيره الأجفانُ

//

كشموعٍ على التبتل ذابت

بانثيالٍ وقلبها العنوانُ

//

نتعالى عن الغرائز صوما

بجهادٍ تخوضه الأبدانُ

//

واصطبارٍ مطهّرٍ من ذنوب

وقبولٍ بطاعةٍ قد يُصانُ

//

رمضان الكريم جئتَ فأهلا

ياسراجا ونورك الفرقانُ

//

فيك يوم بألف شهرٍ عظيمٌ

سُبحة الروح وِرْده الفتّانُ

//

قد تجليت في جنان سلامٍ

كوثر الروح نهرك الريّانُ

//

فاروِ قلبي ومهجتي بك تحيا

لك يسعى مولّهٌ ظمآنُ

//

رمضانُ التولّه الليسَ يُقضى

لك سارت لفوزك الركبانُ

تعليق عبر الفيس بوك