صفية الدغيم | إسطنبول
رأيتُكَ فيما يرى النائمون...
حُروفاً تموتُ على الأسطُرِ
//
رأيتكَ أُرسِلتَ للناسِ غَيماً
ولكن حُجِبتَ ولم تُمطِرِ
//
وأنكَ لما تَمثَّلتَ طيراً
ظننتَ جناحكَ لم يُكسَرِ
//
وأنك تَلقَفُ ما يأفِكُونَ
ولكن لُقِفتَ ولم تَشعُرِ
//
تمدُّ لباقي أمانيكَ جسراً
من الوهمِ ثم تقولُ اعبري
//
و نحوَ النجاةِ رَفعتَ شراعاً...
بلا مركبٍ وبلا أبحُــــرِ
//
وأخلفتَ للحزنِ وعداً لذلكَ
أُعذِرَ فيكَ ولم يُنذِرِ
//
يُحمِّلكَ الدهرُ ما لاتطيقُ..
وظهركَ مثلكَ غضٌّ طَري
//
تقولُ لكَ النارُ هل من مزيدٍ ...
يقولُ لكَ الدهرُ فلتصبرِ
//
تُشيرُ لدنياكَ هيا هلمي ....
تُشيرُ لها النّائباتُ احذري
//
حزينٌ مصيركَ يا بنَ الجّراحِ ..
كحزنِ الدماءِ على الخنجرِ
//
فيا نائحاتِ القبورِ استعدِّي ...
ويا قادماتِ السنين اثأري
//
وقولوا لناثرةِ الورد فضلاً ..
على قبرِ هذا الشهيدِ انثري