سماح الضاهر | سوريا
أنا السوريُ و عتمُ الظلمِ يُغدقني
و وحشُ القهر يباغتُ كل خطواتي
أنا المنفيُ عن حلمي و عن وطني
أنا المزروعُ بين الماضي و الآتي
لا الماضي شتاؤه يروي رجاءاتي
و لا الحاضر ربيعهُ يزهرُ في أمنياتي
إني سقيتُ من الأحلامِ أوردتي
وجاهرتُ بالحبِ في كل نداءاتي
لكن و جعَ الغدرِ قد أفنى ابتهالاتي
أنا المهجَّرُ عن بلدي و عن أملي
المغموس بالحزن ... و الألمِ
حقائبي ملائ بخيباتي
جروحي فاقت كل احتمالاتي
أنا المغرب عن شواطئ ذاكرتي
حتى فجر اليوم يملأوني و يغرقني
بغصات تلو غصات تحاوط كل لحظاتي
ما ذنبي أنا أن أعيش غريبا في بلدي
و أبقى ذليلا لمن اغتصبوا عمري و احلامي
أنا الآن أعترفُ و النسيان يُعاندني
بأنني ما زلتُ أقترفُ حبكَ رغمَ كل ألامي
فعد إليَّ يا وطناً كان يغمرني
و ابعد عني كل جراحاتي .