أبو نبراس البوصافي | مسقط
جمْرٌ تغَلْغلَ في الحَشَا منْ نظْرةٍ
صارتْ شَرايِيني تَثورُ منَ الجمَرْ
//
حتَّى ودَدْتُ خِمارَها و دِثارَها
غطَّى الجَمالَ فَلا أرَى أبَداً أثَـرْ
//
كمْ صُوِبَّتْ نحْوي رماحٌ عِـدَّةٌ
ما هنْتُ حتَّى لوْ تَخطَّفَتِ البَصَرْ
//
فإِذا سِهامُ عيونِها في خافقِي
غُرِستْ هناكَ أمامَ أنْظارِ القَمرْ
//
كحْلُ العيونِ يُذيبُ صخْرًا جلْمُدًا
ماذا عسَاهُ يقولُ قلْبي إذْ نَظرْ
//
سيَذوبُ من سحْرِ العيونِ ودعْجِها
وكأنَّما سَحرْتْهُ آلافُ البَشَرْ
//
إنَّ العيونَ إذا تَكحَّلَ وَرْدُها
نقَشتْ برمْشِ جُفونِها أحْلى السِّيَرْ
//
منْ نظْرةٍ أرْدتْ فُصولُ شَجاعتي
وأنا الذي دوْماً أقودُ وأنْتَصِرْ
//
منْ نظْرةٍ سكنَتْ حروفَ مشاعِري
وتقولُ ويْحكَ ما لِعيْني مِنْ مَفرْ
//
منْ نظْرةٍ هتفَ اليراعُ بحُسْنِها
ما كادَ يلْثُمُ ورْقَتي حتَّى انْهَمرْ
//
هيَ هكذاَ بينَ الخمَائلِ كالمَها
تُهْدي القلوبَ شظيَّةً وِبِلا شَرَرْ
//
تلكَ العيُونُ يخُطُّها سْهْمُ الهَوَى
وإلى الخلائِقِ وجَّهتْهُ فَكنْ حَذِرْ