أخلاق العمانيين والسياحة

 

غريب السعدي

ما يُميز السلطنة كواحدة من أهم الوجهات السياحية أنَّ الله حباها بمزايا طبيعية متنوعة من شواطئ وأودية وجبال وطبيعة خلابة، إضافة إلى معالمها التراثية والحضارية الموجودة في مختلف المحافظات من قلاع وحصون ومعالم أخرى، إلا أنَّ أهم مايميز هذا التنوع الرائع كرم الضيافة الذي يجده السائح عند زيارته إلى السلطنة، وما يلمسه من طبيعة الشخصية العمانية ومنظومة القيم والتقاليد العريقة التي ورثناها عن الأجداد.

فمن خلال تجارب عديدة في شركة "التباين للسفر والسياحة" تعاملنا خلالها مع جنسيات مختلفة من السياح الذين جاءوا إلى السلطنة، كان أهم انطباعات خرجوا بها عن أخلاق الإنسان العماني، وتجدهم دائما يقولون إنّ من أكثر الأشياء الملفتة إلى جانب الطبيعة الخلابة والمعالم السياحية المختلفة في عُمان هو الترحيب الذي يحظى به الزائر من قبل العمانيين، والثقافة العربية التي تميز السلطنة بوجه عام حيث تمزج بين التقاليد العريقة والحياة المعاصرة، وهو ما يدفعهم للتأكد أنَّ هذا البلد المضياف الذي زاروه يختلف عن باقي الوجهات السياحية في العالم، وكما تنشر عمان التسامح والسلام بين دول العالم فهي أيضاً تترك في نفوس السائحين بعضاً من قيمها الحضارية العريقة وشخصيتها وثقافتها المتفردة، والتي تظهر منذ الابتسامة الواسعة والترحيب الكبير الذي يلاقونه عندما تطأ أقدامهم أرض السلطنة.

كذلك فإنَّ السياحة في عمان ترتكز على المقومات الطبيعية، والبيئة البكر وجمال أي بلد وتفرده يكمن في حفاظه على خصوصيته بحيث لا يشعر السائح بالتكرار، مع الحفاظ على البيئة الطبيعية كلما تم تطوير إحدى الوجهات بحيث يمكن استغلالها كعنصر رئيسي من عناصر الجذب السياحي، وهناك الأماكن الجبلية والسفوح الخضراء والمعالم التاريخية، وهو ما يعطي السائح ميزة الاختيار والتنوع بما يناسب ذوقه واهتمامه، خاصة وأنّ عمان استطاعت أن تحافظ على أصالة هويتها رغم تداعيات التطور في العالم.

أخيراً يبقى الإنسان العُماني بطيبته وكرمه العربي الأصيل عامل جذب سياحي فريد من نوعه، يعطي للسياحة في عُمان طابعاً خاصاً متميزاً ومستداماً سنلمس أثره في السنوات القادمة.

ولا يسعنا في هذا السياق سوى أن نثمن تلك الجهود التي تبذل من خلال وزارة السياحة والجهات المعنية من أجل توعية المجتمع العماني وتزويده بقاعدة معرفية عن صناعة السياحة بصفة عامة والقطاع السياحي العماني بصفة خاصة بما يحتويه من مقومات ووجهات ومنتجات سياحية لغرس مفاهيم اكتشافها ورعايتها وضمان استدامتها، إضافة إلى ترسيخ وتطوير الوعي بالمبادئ الرئيسية والمفاهيم والممارسات العملية في صناعة السياحة في إطار جهود السلطنة للنهوض بعملية التنمية السياحية.

وعلينا مواصلة تلك الجهود في مختلف فئات المجتمع بدءاً من مرحلة المدارس وتشجيع النشء والشباب على مناقشة وطرح رؤاهم واقتراحاتهم لتحقيق الأهداف المنشودة وتعزيز الوعي بأهمية المساهمة في التنمية السياحية للسلطنة.

 

تعليق عبر الفيس بوك