سميرة الزغدودي | تونس
قل حسبنا في قوم اختلسوا الضيا
واستعبدوا أجيالنا وحياتنا
//
قد أسكتوا أوج الحياة بِصرحنا
حين استباحوا صمتنا وسباتنا
//
لمَ دنسوا أرضي بمخضوب الدما
لمَ أجهضوا أحلامنا وثباتنا
//
لمَ غرّبونا ، كبّلوا اصواتنا
لمَ صافحوا أوجاعنا وسكاتنا
//
حرموا الشباب من الرخا في أرضنا
إذ ساندوا وجع الردى ومماتنا
//
ما أنصفوا ، بل آثروا آناتنا
مذ ناصروا عتم المنى ووفاتنا
//
أرواحنا يجتاحها وهج الرجا
حتى يخاصرها ويلثم ذاتنا
//
ونفوسنا يحدو بداخلها سنا
أملٍ يضاجع سمتها ونجاتنا
//
أماه ياخضراء أقطار الجوى
حتّام يجتاح الجفاء شتاتنا
//
أماه أنت الطهر من حيف الورى
نهب الطغاة هناءنا وفتاتنا
//
يا تعس روحي من جناة قد طغوا
كم شردوا أوطاننا وعراتها
//
تعسا لثورة أبرياء أُهدرت
لم يقمعون حقوقنا وحماتها
كم ثرت واغتربت قوافل مهجتي
هل صار أعداء البلاد ولاتها؟
//
أسفي على أصقاعنا و عروبتي
لِمَ صار مجلبة البلاء رعاتها
//
أمجادنا باتت حطامَ خضوعنا
وأضاع أنصار العدا مرساتها
//
ماحيلتي فالشعب يحيا هجعة
والسوس ينخر أرضنا ورفاتها
//
فمتى يعانق زيزفونٌ دوحنا
نجتثّ أشواك الفنا ونواتها
//
رحلت طيور المجد عن اوكارها
قد خلفت أحبابها وبكاتها
//
وسبات ديجورٍ يرافق دربنا
يسبي الشقاء مَوَاطني وحفاتها
//
حتّام يتبعنا نفاق جائر
عوّذت منه ديارنا و بُنَاتها
//
تنعى الحروف حضارة مذ دُمّرت
كم لازم الاثم الشنيع عداتها
//
حصنت شعبي من دمار مفاسد
تكسو دماء الابرياء جناتها