علي بن بدر البوسعيدي
عندما تهب رائحة الذكريات في مسقط، وكأنك فتحت زجاجة عطر عتيقة تحملك إلى ماض جميل مليء بالحيوية والدفء والألفة، مسقط قبل عام 70 التي كانت فيها الكثير من الأمور ذات الجمال والألفة الكبيرة بين ساكنيها من الداخل، وكأنهم أقارب وأصدقاء يعرفون بعضهم بعضاً ويتبادلون السلام والمصافحة كل يوم.
مسقط التي كانت تغلق جفونها أو أبوابها على ساكنيها بعد 12 مساءً وقبل حينه من أجل السلامة والأمن العام، حيث منطقة حارة العور في الداخل وكذا كلبوة البحرية ذات الجمال الأخاذ وأيضا ميابين وحلة الشيخ وبالقرب منها كانت هناك ساحة يقام فيها العيود ومن خلال هذه الساحة العائلات تقوم باصطحاب أطفالها للعب وشراء الألعاب، والتي لا تتوافر إلا في هذه الساحة مرتين في السنة من خلال عيد الفطر وعيد الأضحى المبارك كما كان للمسابقات حضور مميز أيضا من خلال هذه الساحات المعدة خصيصًا للأطفال كل ذلك من أجل البهجة والفرح.
كما أن مسقط جمعت الكثير من الطلبة جاءوا من عمان الداخل للدراسة في مدرسة مسقط كما إنه في السابق هناك ميادين خصصت للعب كرة القدم وهي عبارة عن ملاعب ترابية.
كما أن أسواقها القديمة المميزة والمعروفة بالتعرجات الجميلة وكان أغلب التجار من الهنود (البانيان) الذين قدموا من الهند أثناء التواصل التجاري القديم عبر السفن العمانية المختلفة ومن هنا بقوا في البلاد وأصبحوا كالعمانيين من النواحي الاجتماعية.
من المناطق الأخرى في مسقط (سداب) المطلة على البحر حيث هناك الكثير من الأهالي يعملون في مهنة الصيد، كما أن هناك منطقة البستان ذات السواحل الجميلة كذلك، وكم كان المنظر جميلا عندما نرى أن هناك نسوة مسقط يتقاطرن لجلب الماء من الطويان والذي كان يجلب فقط من الآبار.